في اواسط سبعينات القرن الماضي، كان ثمة امرأة، شابة، لعلها كانت جميلة، لقد نسيت ملامحها، ولكن بالتأكيد كانت تفيض حيوية.
لم اعرف ولن اعرف سبب خطوة تلك الشابة، وربما ليس من حقي ان اعرف، ولكن ما فعلته في ذلك الوقت كان بالنسبة لأهالي الاسرى وربما المجتمع، بمثابة تمرد وكُفر، فتم مهاجمتها بالألفاظ ولوّ تمكنت امهاتنا وقتها لضربنها.
اشعر الان، وبعد مرور تلك السنوات، على تلك الرحلات الصعبة الى سجن نابلس المركزي، والتي لم تكن تتحملها معدتي فأتسلح بحبات ليمون، حتى لا استفرغ. بان تلك المرأة مدينة لي باعتذار.
ايتها المرأة الحرة، ادرك الان اكثر من أي وقت، صحة قرارك، من يدري؟ فربما خطيبك الاسير الذي كان من المقرر ان تنتظرينه سنوات، خرج لينضم الى هؤلاء الذين افسدوا حياتنا باسم الوطنية، وكلمة "افسدوا" تعبير مخفف عن امور تثقل القلب، وتوهن العمر.
عذرا لك ايتها المرأة الحرة، يا صاحبة البصر والبصيرة..، متمنيا ان تكوني سعيدة في حياتك التي اخترتها..! كنت بعيدة النظر..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق