أصيب عدد من رجال الدين المسيحيين يوم امس الاول الاربعاء، خلال مشاجرة بين رهبان من الارمن والروم الارثوذكس، وذلك خلال عملية التنظيف التقليدية السنوية لكنيسة المهد، والتي تجري بعد عيد الميلاد حسب التقويم الغربي، واستعدادا لعيد الميلاد، حسب التقويم الشرقي في السابع من الشهر المقبل.
هذه (الطوشة) السنوية، ينتظرها الصحافيون سنويا، وكذلك الرهبان، الذين يعيشون عاما كاملا داخل اسوار كنائسهم، وايضا الشرطة الفلسطينية، التي اكتسبت تجربة على مدار السنوات الماضية، فتحضر نفسها جيدا، بفرقها الجاهزة للتدخل.
الحجة التي يتمسك بها كل طرف من الارمن والارثوذكس، المتسلحين بالمكانس وادوات التنظيف، هي اتهام كل طرف بانه تجرأ على الـ(ستاتكو) الذي ينظم حقوق وواجبات الطوائف الثلاث المسيطرة على كنيسة المهد وهي: الأرثوذكس، والأرمن، واللاتين.
فما هو هذا الـ(ستاتكو)، الذي تحول إلى ثقافة داخل المجتمع الفلسطيني، وينظر إليه كشيء محرم، لا يتوجب خرقه بأي ثمن، ويقف عائقا أمام الكثير من الاقتراحات الإصلاحية التي تقدم بين الحين والآخر مثل توحيد الأعياد والمناسبات الدينية المسيحية.
ولفهم الأمور بشكل أوضح، لا بد من التذكير بمكانة الأرض المقدسة، التي كانت مقصدا لبعثات تبشيرية كثيرة. وفي فلسطين كثير من الطوائف المسيحية المختلفة التي تكونت على مدى التاريخ، بسبب التداخلات الثقافية، التي تم بعضها بشكل عنيف ودموي، وصدامات بين الشرق والغرب، قد يكون عالقا منها في الوجدان العربي والإسلامي ملحمة الحروب الصليبية التي استمرت مائتي عام، واستمرت لاحقا على شكل "حروب صليبية سلمية". هذا التعبير هو لمن قادوا هذه المرحلة، وبقي عالقاً في وجدان الآخر الغربي حتى أن الجنرال البريطاني ادموند اللنبي، عندما احتل فلسطين بتاريخ 9 ديسمبر 1917، اختار أن يعلن بدء الانتداب البريطاني على فلسطين، بعد ثلاثة أيام، من أمام قلعة القدس التاريخية، معلنا الأحكام العرفية، مطلقاً عبارته المفاجئة: "الآن انتهت الحروب الصليبية". فأثارت مقولته هذه الانزعاج لدى مستقبليه الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين، كانوا يعولون كثيرا على العهد البريطاني الجديد بعد سنوات الإمبراطورية العثمانية الأخيرة العجاف. وساد اكثر من الانزعاج في أنحاء مختلفة من العالم العربي، ويمكن الاستدلال على ذلك من قصيدة كتبها احمد شوقي ردا على اللنبي قال فيها:
يا فاتح القدس خل السيف ناحية-ليس الصليب حديدا كان بل خشبا
ولأسباب لا يمكن أن تخلو من السياسة كانت الدول الكبرى الغربية تجعل من نفسها حامية لما تعتبره حقوقا لهذه الطائفة أو تلك. وكانت التدخلات الغربية تكبر أو تصغر تبعا للمتغيرات السياسية، وهو أمر لا مجال للحديث عنه الآن. ولكن يمكن أن نذكر بأن مسيحيي فلسطين يتحدرون أساساً من اصل أرثوذكسي، وهم الآن طوائف متعددة بسبب ما شهدته هذه البلاد على مدار ألفي عام، وكان فيها الدين سلاحا لصراعات عنيفة.
وكانت كنيسة المهد التي وقعت فيها (الطوشة) يوم امس، مسرحا لخلافات عديدة بين الطوائف واشتدت الخلافات سنة 1757م، عندما استولى اليونان على معظم الكنيسة بعد أن كانت بيد اللاتين، وذلك بموافقة السلطان التركي. وسنة 1810 استولى الأرمن على الحنية الشمالية من الكنيسة، وهكذا صارت هذه الكنيسة تملكها ثلاث طوائف.
يقول الباحث جريس العلي: "نتيجة للمنازعات حول حقوق الطوائف تدخلت الحكومة التركية وسنت قانونا بالاتفاق مع الطوائف المعنية يوضح ملكية كل طائفة وحقوقها وأوقات إقامة المراسم الدينية، وكيفية صيانة الكنيسة وتنظيفها. وتم الاتفاق أن يكون الباب الخارجي بيد حارس مسلم يتولى المحافظة على النظام والحراسة، ويدعى هذا الاتفاق (ستاتوس كوو) وحدث نفس الشيء في كنيسة القيامة في القدس".
ويعرف هذا النظام على نطاق واسع باسم (ستاتكو)، ويعني المحافظة على الوضع القائم، ويعتبر الأساس الذي تقوم عليه الحياة الدينية في الكنائس الرئيسية في فلسطين، وتدافع الطوائف المختلفة عن حقوقها عبر هذا القانون ولا تقبل المساس به.
وفي كنيسة المهد توجد مغارة الميلاد، وعلى الأغلب، فان الذين يصطفون لمشاهدة النجمة الفضية داخلها، لا يخطر ببالهم أن هذه النجمة الموضوعة في المكان الذي يعتقد بأنه شهد ولادة المسيح، عليه السلام، تسببت بأكبر نزاع نتيجة الاستاتكو. وقد يبدو نوعا من الفانتازيا القول بأنها كانت سببا في اندلاع حرب عالمية بين روسيا والإمبراطورية العثمانية، هي تلك الحرب التي عرفت باسم (حرب القرم).
لذلك كان أمرا استثنائيا، بشكل لم يتوقعه أحد، عندما استيقظ الناس في بيت لحم ذات يوم من عام 1852، ووجدوا أن النجمة الفضية المثبتة في مغارة المهد قد اختفت. اتهم اللاتين، الروم بسرقتها ووضع اللاتين نجمة مكانها، الأمر الذي اعتبرته روسيا حامية الأرثوذكس انتقاصا من حقوق الأرثوذكس. فاندلعت حرب القرم في 9 مايو (أيار) من عام 1853 واستمرت ثلاثة اعوام، ويا لها من حرب!. لم يقتصر تاثيرها على الارض المقدسة، بل على اوروبا كلها، ولا شك بان "طوشة" رهبان المهد السنوية لا تكاد تذكر بجانبها، لذا تتحول الى "ملهاة" سنوية، باقل الخسائر الممكنة. وتدخل الفكاهة على حياة الكنيسة وبيت لحم وتجد الناس يضحكون متمتمين: "يا لها من طوشة..!".
Hey would you mind stating which blog platform you're working with? I'm going to start my own blog soon but I'm having a difficult time making a decision between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design seems different then most blogs and I'm
ردحذفlooking for something unique. P.S Sorry for being off-topic but I had to ask!
My homepage :: man utd latest transfer news
Hi, yeah this paragraph is in fact pleasant and I have learned lot of things from
ردحذفit regarding blogging. thanks.
Here is my homepage ... transfer news fussball
Hey there are using Wordpress for your site platform?
ردحذفI'm new to the blog world but I'm trying to get started and create my own.
Do you need any coding expertise to make your own blog?
Any help would be greatly appreciated!
Look at my web page ; liverpool latest transfer news
I'm not sure why but this weblog is loading extremely slow for me. Is anyone else having this issue or is it a issue on my end? I'll
ردحذفcheck back later on and see if the problem still exists.
My web site > pizza games disney