دفاعا عن الشيخة موزة وغولدا مائير

"يا أكباش الأعراب ..... جملوا مؤخرات موزاتكم ولا حرج عليكم"، لم يجد كاتب يساري فلسطيني، غير هذه العبارة، التي تغمز من قناة حرم الامير القطري، للتعبير عن رايه في الدور القطري السياسي المتنامي، فوضعها على حسابه على (الفيس بوك) فاتحا المجال للتعليق.

ويُعتقد، على نطاق واسع في العالم العربي، ان استهدف النساء بالنقد، او الاشاعات، او التهكم، او غيرها من اساليب اغتيال الشخصية ماديا او معنويا، هو "الأسلم"، حيث تعتبر النساء مواطنات من الدرجة الثانية او الثالثة، ويمكن بسهولة التعريض بهم وبشرفهم، حتى في امور لا علاقة لهن بها، مثلما هو حال التعرض لحرم الامير القطري، الشيخة (موزة) بسبب مواقف زوجها، التي يمكن الاتفاق او الاختلاف معها (اقصد بالطبع المواقف السياسية-وانا شخصيا ارى ان وقوف قناة الجزيرة مع الثورات العربية يحسب لها وليس عليها).
ويأتي هذا التعريض من قبل كاتب يساري، تزامنا مع حملة وصفها البعض بالهستيرية، تتعرض لها المدونة المصرية علياء ماجدة المهدي، التي نشرت صورتها عارية على مدونتها، اضافة الى صور اخرى احداها لرجل، ولكن لم يهاجم احد الرجل العاري، وانصب الغضب العربي الجماهيري على صورة المهدي.
ورات الكاتبة الفلسطينية المقيمة في الخارج ناديا العيلبوني: "في اعتقادي أن ما فعلته علياء يشكل ضربة صاعقة وموجعة لكل بنيان مجتمعاتنا الذكورية والأبوية. وأرى أن ما أغاظ رجالنا في تلك الصور ليس عريها وليس خروجها عن الأخلاق والدين بقدر ما أغاظهم تحدي الحرية التي تضع أصبعها في أعيننا كمخرز، ليوجعنا ويضعنا على محك ومصداقية مناداتنا بالحرية. ما أغاظ ذكورنا، باعتقادي أن الصورة تعبر عن فردية صاحبتها، الفردية التي يحتقرها رجالنا عموما، رغم أن الفردية هي جوهر الحرية، فكيف بالحرية وهي تخرج لتتحدانا جميعا من قبل امرأة؟ أنا أعلن تضامني الكامل مع علياء، ومع حقها بالتعبير عن نفسها بالطريقة التي تناسبها".
وكتبت على صفحتها على الفيس بوك: "الأمر الذي من المفترض أن يخدش حياءنا كشعوب، إذا كنا نملك من الحياء شيئا هو صور الاف الليبيات اللواتي اغتصبن على مرأى أهلهن من كتائب القذافي. الأمر الذي يهزني بالتأكيد هو صورة الضحايا من النساء اللاوتي يغتصبن في سوريا، الأمر الذي يجب أن يهز حياءنا فعلا هو غضنا النظر عن اغتصاب 350 الف امرأة سودانية (مسلمة) في دارفور من قبل قوات البشير التي تطبق الشريعة الإسلامية، الأمر الذي من المفترض أن يهز ضميرنا وحياءنا إذا كنا نمتلك شيئا من الحياة هو ما يفعله الإرهابيون في العراق من مذابح على أسس طائفية للناس، فعندما نكف عن نرى كل هذا ونأتي لمحاكمة علياء نكون منافقين أكثر من كوننا دعاة حق وعدالة".
واضافت: "إن مجتمعنا هو مجتمع ذكوري بامتياز، وبما أنه كذلك فهو في قرارة نفسه يعتبر الاغتصاب رمزا إلى قوة وسطوة الرجل وخنوع المرأة ، في حين أنه يهتز فعلا، ويهيج عندما تقوم امرأة بتحدي ذكورتهم لتعرض جسدها بحرية كاملة على الملأ بإرادتها الحرة، هذا الفعل يعتبر تحديا حقيقيا لسلطتهم على المجتمع وعلى المرأة كرجال، وإلا بماذا نفسر أن تمر الاف حالات آلاف الاغتصاب لنسوة في دارفور بطريقة عادية تماما ودون أن تجرح مشاعر مجتمعاتنا، ودون تؤرق ضمائر مجتمعاتنا الذكورية؟؟".
وقبل سنوات، اقدمت الكاتبة المصرية أروى صالح، على الانتحار، بعد نشرها لكتاب بعنوان (المبتسرون) كشفت فيه ما اعتبرته زيف الرجال التقدميين وموقفهم من المرأة.
وصالح كانت ناشطة في الحركة الطلابية المصرية، وتتبنى الفكر الماركسي، ولكنها صدمت من النظرة الذكورية لرفاقها تجاه المرأة.
ويبدو ان هذه النظرة يتشارك فيها المجتمع الذكوري العربي، بمختلف تنوعاته الفكرية، حيث يصبح التعريض بنساء السياسيين، اسهل الطرق لإبداء الراي بسياستهم.
وفي سنوات السبعينات كان العرب يشنون هجوما دائما على غولدا مائير، رئيسة الوزراء الاسرائيلية، وتصفها الصحافة العربية بالحيزبون والشمطاء.
وكان استاذي محمد ابو شلباية يسخر من ذلك اشد السخرية..!! تصوروا "حيزبون" و"شمطاء"..ولكن هذه الشمطاء اذاقت العرب الهزيمة، وبعد حرب اكتوبر غادرت هذه "الشمطاء" المنتخبة المسرح، وبقي اعدائها غير المنتخبين على المسرح يتغنون بما يسمونه نصر اكتوبر..
وانا مش عارف من الذي انتصر في اكتوبر العرب ام اسرائيل..؟! اذا كان العرب هم من انتصروا لماذا لم تزل الجولان وسيناء والضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال؟؟، ارجو ان لا يتفذلك قاريء نبيه ويقول لي بانني ادرجت سيناء خطأ ضمن المناطق المحتلة.