اختراع التاريخ وسؤال الهوية

شهدت قاعة دار الندوة الدولية بمدينة بيت لحم، مساء امس الاثنين، نقاشا حول الهوية الفلسطينية، وذلك خلال اطلاق كتاب (اختراع التاريخ: العلاقة بين اللاهوت والسياسة بما يخص فلسطين)، الذي صدر بالإنجليزية عن مجموعة (ديار).

وقدم الدكتور متري الراهب، معد الكتاب، عرضا لمضمونه، مشيرا الى انه يضم عدة دراسات واوراق عمل قدمها لاهوتيون من الكنائس الارثوذكسية، والكاثوليكية، والبروتستانتية، وفيها يتحدثون عن القضية الفلسطينية بأبعادها الانسانية والروحية والايمانية واللاهوتية وذلك بشكل معمق.

وقال الراهب بان الكتاب يرصد تطور الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق، وعلاقته بالتطورات السياسية فيما يخص فلسطين وتاريخها.
واضاف: "يرصد الكتاب خمس حقب تاريخية، حول النظرة الى فلسطين واسرائيل، ويبين الكتاب كيف تأثر الفكر اللاهوتي بالسياسة، وكيف تأثرت السياسة ايضا بالفكر اللاهوتي، انها علاقة جدلية، علاقة تأثر وتأثير بين الامرين".
وقال الراهب، لجمهور اغلبيته من الاجانب، حضر حفل اطلاق الكتاب، بان الفكر اللاهوتي، مرتبط دائما بالتغيرات وبالناس وشكل تفكيرهم وطرقه.

ورأى الراهب، انه من المهم، ان يقدم الفلسطينيون على كتابة تاريخهم بأنفسهم، كما نجد مثلا عند الطرف الاسرائيلي.

والكتاب خلاصة للأبحاث التي قدمت في مؤتمر دار الندوة الدولية الخامس، الذي عقد قبل اشهر، وهدف الى دراسة العلاقة الجدلية بين الدين والسياسة في المئة السنة الاخيرة، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية وبحث الاتجاهات والتطورات الرئيسية في العلاقة بين اللاهوت والسياسة في الشرق الأوسط بصفة عامة، وعلى أرض فلسطين التاريخية خاصة.

وتظهر الابحاث في الكتاب الجهود التي بذلها المؤلفون، في تتبع طرق التفاعل بين اللاهوت والسياسة في فلسطين، خلال قرن، بالإضافة الى تراكم معرفة هامة للتطوير التي من شأنها أن تكون أكثر حيوية وقدرة على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، ونشر الدعوة لفهم جديد للتاريخ والحقائق الراهنة في فلسطين من خلال زاوية مهمة في علم اللاهوت.

وطرحت خلال المناقشة التي اعقبت كلمة الدكتور متري الراهب، اسئلة حول هوية الشعب الفلسطيني، وعلاقتها بالتاريخ والمستقبل، ورأى بعض اصحاب المداخلات، بان الهوية الفلسطينية هي هوية غير ثابتة، وانما ديناميكية، باعتبار الشعب الفلسطيني هو وارث الحضارات المتعاقبة على هذه الارض، وفي الوقت ذاته وارث هوية منفتحة دائما على الاخر.

واشاد رجل الدين الارثوذكسي، عطا الله حنا، بالكتاب واعتبره اضافة الى الفكر اللاهوتي الفلسطينية، وقال: "رغم اهمية الجهة او الجهات التي يخاطبها الكتاب باللغة الانجليزية، الا من المهم ان يترجم الى اللغة العربية، كي يتمكن القراء العرب من الاطلاع عليه".