الاوت سايدر...علياء المهدي

(Outsider) كتاب كولون ويلسون الشهير (كان شهيرا على وقتنا) ترجمه بلدياتي جبرا ابراهيم جبرا بعنوان ذكي (اللامنتمي)،..هذا اللامنتمي في الغرب، صنع حضارة، وغير الافكار وبنى نسق جديدة، اللامنتمون الذين تحدث عنهم ويلسون..غيروا التاريخ...ووصلت طراطيش افكارهم الينا، ولكنها لم تغيرنا، فقط طرطشتنا..!!

اما في الشرق، فمصير اللامنتمي الاقصاء، والتجاهل، والنبذ، واغتيال الشخصية، والقتل المادي والمعنوي.
القتل المادي يمكن تتبعه من ايام ابن المقفع حتى الان، اما القتل المعنوي فيمكن الاشارة اليه مثلا لما حدث لدى جارتنا (رغما عنا) اسرائيل، اسرائيل الدولة الديمقراطية بالنسبة لشعبها، لم تحتمل واحدا مثل (فعنونو) الذي كان يمكن ان يؤسس في داخلها لتيار او جماعة ضد الاسلحة النووية، ولكن اسرائيل التي تعيش في الشرق، نبذته، وسجنته، واقصته..!
لا اظن ان علياء المهدي صاحبة الصورة العارية التي ذكرتنا بعري افكارنا، تقبل النصائح، والا لكنت همست في اذنيها: اذا كان لديك الرغبة والقدرة على النضال من اجل افكار، فاختاري مكانا اخر، هنا في هذا الشرق...لا ينبت سوى الحنظل، اختاري أي مكان اخر، وابذري فيه وناضلي من اجل ان ينمو، وستحققين نجاحا ما...!
اما هنا..نعم هنا في سواد شرقنا الذي كان عظيما يوما ما، فلا استغرب ان اسمع بعد سنوات عن مقدمة برامج دينية محجبة ومنقبة اسمها علياء المهدي، او انها مديرة لمنظمة انجي اوز، او افتح الصحف لاجد اخبارا عن توبة الملحدة والزنديقة السابقة..
الافكار مصيرها الموت في بلادي..