أصدرت جمعية صداقة كامدن أبو ديس، كتابا يوثق لفترة من تاريخ بلدة أبو ديس، وتستعد لإصدار كتاب أخر.
وتأسست الجمعية، بمبادرة بين نشطاء من البلدة الفلسطينية، الواقعة شرق القدس، وبلدة كادمن البريطانية.
وتقدم الجمعية نفسها، بأنها تعمل من اجل "تعزيز الوعي حول وضع حقوق الإنسان في أبو ديس" ويقول صلاح عياد أحد الناشطين في الجمعية "كجزء من عملنا نحن نبني علاقات صداقة بين الأشخاص والمؤسسات في كامدن وابو ديس وندعم عددا من المشاريع في أبو ديس".
ومن ضمن نشاطات الجمعية إصدار كتابا باللغة الإنجليزية بعنوان (The First Six Days) يوثق لتجربة بلدة ابوديس، خلال حرب حزيران (يونيو) 1967، التي أدت الى سقوط البلدة، وباقي الأراضي الفلسطينية، ومعها اراض عربية، في قبصة الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتمد الكتاب، الذي صدر بالإنجليزية، على شهادات أهالي ابو ديس، الذين عاشوا الحرب، التي استمرت ستة أيام، وجنود إسرائيليين سابقين، شاركوا في احتلال ابوديس، وبعد أن اكتشفوا زيف الشعارات التي ترفعها دولة إسرائيل، هاجروا إلى بريطانيا.
وفي مقر الجمعية في ابو ديس، المحاصرة بالجدران الاسرائيلية، تحدث عبد الوهاب صباح الذي شارك في إعداد الكتاب، مع ناديتا داوسن (nandita dowson )، لمدونة هندة، عن كيفية إعداد الكتاب قائلا "بحثنا عن الذين عايشوا، تجربة الاحتلال، في ابو ديس، وجمعت منهم الشهادات، واضطررت أيضا للسفر إلى الأردن، لمقابلة بعض الشهود".
ويضيف صباح "أهالي ابو ديس، انقسموا خلال الحرب إلى 3 فئات، فئة: خرجت من البلدة وعادت إليها، وثانية خرجت ولم تعد، وثالثة لم تخرج، وخلال الحرب اختبأ الأهالي في ثلاث مغر معروفة في البلدة هي: مغارة الراس، وعرقوب الخيل، ومغارة المرصص".
وتضمنت الشهادات تجارب لفلسطينيين، قدر لهم أن يعيشوا تجربة اللجوء مرتين، بعد النكبة عام 1948، حيث لجاوا إلى بلدة ابو ديس، اثر تشريدهم من قراهم، ولم يكونوا يدرون، بان الإسرائيليين سيلاحقونهم، ويحتلون بلدتهم التي لجاوا إليها.
وفي حين وثق الصباح، شهادات الفلسطينيين، فان زميلته البريطانية ناديت داوسن، وثقت تجارب جنود إسرائيليين منشقين، شاركوا في احتلال ما تبقى من ارض فلسطينيين، خلال الحرب التي عرفت باسم حرب الأيام الستة، ويعيشون الان خارج الدولة التي حاربوا من اجلها، بعد أن خدعوا بالدعاية الصهيونية والإسرائيلية.
وعن طريقة العمل في الكتاب، يقول الصباح "جمعت الشهادات بالعربية، ونقلتها إلى اللغة الإنجليزية، وكنت أرسلها إلى زميلتي عبر الميسنجر، وتولى كاتب محترف تحرير الكتاب".
وعن الجمهور المستهدف من الكتاب يقول الصباح "نحن نتوجه في كتابنا نحو الغربيين، وخصوصا الأوروبيين، وحققنا نجاحا نسبيا، ويتبين ذلك من الإقبال عليه، عبر موقع امازون المتخصص في بيع الكتب على الإنترنت".
ورغم سعادة الصباح في هذا النجاح، إلا أن الفرحة لم تكتمل، كما يقول المثل الفلسطيني، حيث منع من السفر، بقرار من الاحتلال الإسرائيلي.
ويرجح الصباح، أن قرار منعه من السفر، تم بسبب نجاح الكتاب، مشيرا، إلى أن تمكن من السفر قبل نشر الكتاب، وعندما حاول مؤخرا من السفر، فوجيء بالمنع الإسرائيلي.
ولم يحل ذلك، دون انكباب الصباح على مشروع كتاب جديد، سيصدر بعنوان (أصوات من أبو ديس)، وعنه يقول الصباح "يوثق هذا الكتاب لشهادات أشخاص من أبو ديس، عن فترة طويلة من التاريخ الفلسطيني تمتد ما بين عامي 1900 و2008، ونركز أساسا على انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها الشهود".
ويتدخل صلاح عياد ليشير، إلى أن من بين الشهادات ما يتعلق بوفاة ثلاثة من شباب ابو ديس في عام 1955، على مشارف الكويت، وهم في طريقهم للبحث عن عمل، مثلما هو حال أبطال قصة الأديب الشهير غسان كنفاني (رجال في الشمس).
ويقول عياد "ما حدث لهؤلاء شبيه تماما بما حدث لأبطال غسان كنفاني، الذي وثق جزء من مأساة الفلسطينيين في تلك الفترة، حيث خرج آلاف من الفلسطينيين إلى الصحاري العربية بحثا عن عمل، والشباب الذين توفوا من أبو ديس هم: محمد موسى البو، واحمد موسى بدر، ومحمود عريقات".
وسيصدر هذا الكتاب أيضا باللغة الإنجليزية، وعن إمكانية ترجمة الكتابين إلى العربية يقول صباح "نأمل ذلك، ولكن في الوقت الحاضر سيكون من الصعب عمل ذلك، لقلة عدد القراء".
الى المام دائما يا عبد الوهاب.............
ردحذف