بيت ساحور-الحياة
الجديدة-أسامة العيسة-اكتسب طائر اللقلق الأبيض، المعروف شعبيا باسم (أبو سعد)
جنسيته الفلسطينية، بجهده ومثابرته.
يسمى هذا الطائر
أيضا: مالك الحزين، واكتسب اسمه هذا لامتناعه عندما يكون على شواطئ البحار من شرب
الماء، رغم عطشه، حتى لا ينقص ماء البحر، كما في بعض التفسيرات، خصوصا لدى
الصوفيين المسلمين، الذين يوقرون هذا الطائر.
يشعر عماد الأطرش، المدير
التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين، ومقرها مدينة بيت ساحور، بالفرح، لنجاح
جمعيته بتوثيق أول عش لطائر اللقلق في البلاد.
يقول الأطرش، إن بناء
عش الزوجية لطائر اللقلق استمر خمس سنوات، بعد أن قرر هذا الطائر المهاجر،
الاستقرار في فلسطين.
بعد نجاح اللقلق
ببناء عشه، تمكنت طواقم جمعية الحياة البرية من توثيقه، في أخر أيام الفرخ، قبل
انطلاقه إلى الطبيعية، وفي السنة السابعة وثقت الفرخ في العش مع بيضة أخرى لم تفقس،
وفي السنة السابعة وثقت الفرخ بواسطة طائرة الدورون، وفق المعايير الإنسانية
والاحترافية للمحافظة على عش الزوجية من دون إزعاج. قاد الطائرة المصور نضال الأطرش،
ونجحت الجمعية بتوثيق العش بأعلى مستوى من التقنية وتثبيت صورة الأم مع صغيرها في
العش أثناء احتضانه وإطعامه.
يقول الأطرش: "في
السنة السابعة أنتزع الفرخ جنسيته الفلسطينية".
خلال عملية رصد
اللقلق، تطورت الإمكانيات التقنية للجمعية، مما ساعدها على توثيق بناء العش،
وانطلاق أول فرخ منه، مما يدل على تأقلم الطير في الظروف المناخية الفلسطينية،
علما أن طيور اللقلق غير الناضجة تمكث في فلسطين، بينما تغادر الطيور الأخرى، في
رحلة العودة إلى مواطنها، ولكن فضل هذا الطير الاستقرار في فلسطين، لتأقلمه.
في الصراع
الإسرائيلي-الفلسطيني، تكتسب الأمور معان رمزية، ولم يكن تعشيش اللقلق استثناء.
يقول الأطرش، إن سلطة الطبيعية الاحتلالية، بنت في منطقة فصايل أعشاشا صناعية
لطيور اللقلق، ولكن هذا الطائر فضل بناء عشه بنفسه، رافضا المكوث في أعشاش
استيطانية.
يؤكد الأطرش، أن نجاح
الجمعية في توثيق عش اللقلق وتسجيله: "هو جزء من مواصلتها للعمل الدؤوب الذي
بدأ منذ عام 1999، وحتى هذه اللحظة في توثيق الحياة البرية وتنوعها الحيوي في
فلسطين من نباتات، وطيور، وحيوانات، وزواحف".
عن أهمية هذا التوثيق
يوضح الأطرش: "هذا التسجيل هو فريد من نوعه فقد راقبت الجمعية هذا الزوج من
طيور اللقلق الأبيض لمدة سبع سنوات، بعد أن لاحظ باحثوها بداية بناء عش الزوجية
ولكن خلال العام الماضي وهذا العام، حدث التفريخ وتربية الصغار بعد أن فشل الزوجان
سابقا في تربية صغارهما نظرا للتحديات التي مروا بها في عالمهما الجديد".
يفخر الأطرش، أنه قاد
عملية مراقبة عش اللقلق، خلال السنوات السبع الماضية، قائلا: "دخلت الجمعية
وباحثوها من خلال هذا التوثيق، تاريخ العالم، بتسجيل أول زوجين من طيور اللقلق الأبيض
في مراحل الغزل، وبناء العش، ووضع البيض، وتفقيسه وخروج الصغار وتربيتها، تعتبر
طيور اللقلق الآن مفرخة في فلسطين وانتقلت من مرحلة الطيور المهاجرة إلى الطيور
المقيمة".
اللقلق الأبيض، من
الطيور الخواضة ذات الأرجل الطويلة التي تنتمي لفصيلة اللقلق، لون ريشه أبيض، إلا
نهاية أطراف أجنحته فهي سوداء، بينما الساقان والمنقار فهما أحمرا اللون. وهو طائر
ضخم يصل طوله إلى 100-125 سم ويصل طول جناحه إلى 155-200 سم والوزن يصل إلى 2.3
-4.5 كجم.
يوجد اللقلق الأبيض، في
طبيعة فلسطين بأعداد كثيرة في موسم هجراته الربيعية والخريفية من أوروبا إلى إفريقيا،
عبر فلسطين والمنطقة، حيث يقيم في البلاد عدة أسابيع بل عدة أشهر أحيانا في أشهر
الخريف والشتاء في عدة مناطق في الضفة وأهمها مكب زهرة الفنجان /جنين، وفصايل شمال
أريحا، وأريحا المدينة، والمنيا شرق محافظة بيت لحم.
سجلت جمعية الحياة
البرية في العاشر من شهر أيلول من عام 2000 كمية لا تقل عن عشرين ألف طير في يوم
واحد، وفي هذا العام أيضا سجل بعشرات الآلاف
في عدة مناطق.