عندما
التقيت أم محمد في مجدل شمس، في طريقي إلى جبل الشيخ، في العاشر من شهر آذار
المنصرم، لم يكن ترامب قد أعلن ما أعلنه بخصوص الجولان، ويمكن للسياسيين
والقانونيين والصحافيين وغيرهم، أن يقدروا ويشرحوا عن خطورة إعلانه، ولكنّ الأمر، أظنه
لم يهم أم محمد، التي تقدم الخبز التقليدي الساخن، واللبنة، والزعتر، وزيت
الزيتون، والعسل، والشاي المعتق على صوبة الحطب، في فرنها الرحب بالمحبة،
والابتسامات، وروح البلاد الشاميّة المعتقة.
تلاعب
أناملها، العجينة، وتفردها، وبحركةٍ ترفعها إلى الأعلى، فتكبر في الهواء، وتسقطها
على الصاج، لتستقبل حشوتها، وتنفث عليها، من روحها.
لا
تلقي أم محمد بالاً للممانعين، ولا تتابع أخبار غير الممانعين، تفعل، شمس مجدل
شمس، ما عليها فعله، وما فعله أسلافها على مدى قرون، تنغرس بالأرض، ببساطة لأنها أرضها،
بدون إعلانات وطنية. تستيقظ مبكرًا، وتقدم أفضل ما لديها؛ فطائرها الساخنة،
للصاعدين إلى الجولان، وتصمد، وتصمد، وتصمد.
هكذا
فعل سوريو بلاد الشام، طوال قرون، أمَّا قادتهم، ففعلوا كما يفعلون اليوم؛ يبربرون
كثيرًا، ويخونون أكثر فأكثر..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق