هذه
الرواية وفقرتها الأخيرة: " أنا طفل البلاد التي ضاعت، وضاع على ضفاف الأنهر،
ولم تبحث عني أمي، وها أنا أمشي عليه، وسأمشي، وسأمشي، وأنا أغني أغنيتي"
كلما
شعرت كلمة: "أنا طفل البلاد التي ضاعت" في داخلي، يتوقف قلبي للحظات
وأتذكر أنني ابنة القدس وطفلتها التي ضعت عنها وضاعت عني بجدار إسمنتيّ كبير
والكثير من الحنين والقهر، طفولتي هناك، وقلبي يعود لجسدي أحياناً ليرحل إليها مرة
أخرى!
هذه
مرتي الأولى التي أكون فيها بمناقشة كتاب بحضرة صانع كلماته وحروفه وكل أبعاده.
تذوقت لذة كيف يمكن أن يستشعر كل شخص طعم الكلمات والأحداث بطريقته، بأفكاره،
ماضيه، تجاربه، وحتى مستقبله!
رواية
"جسر على نهر الأردن"، أعادت لي شعور التقصير تجاه قضيتي والملحمة
الفلسطينية، شعرت بغربتي عن وطني، بتصادم التاريخ بالجغرافيا، هذه التفاصيل التي
لم أكن أعرفها وأنا "طفل البلاد التي ضاعت" أعادت لي شعور بالمرارة
ممزوجٌ بفكرة مقاومة الانهزام.
شكرًا
للسيدة نيفلين على فكرة الصالون الأدبي، وعلى أن تجرب شعور أن تناقش رواية حملتها
معك أينما ذهبت، ركنتها بجانب سريرك مرات عديدة، نامت بين بيدك ورافقتك لأيام
لتعتصرك شعورًا لذيذًا وغريبًا ليالٍ طويلة.
من
اقتباسات الرواية التي شعرت أن الكاتب أسامة العيسة يوجهها للقارىء كِ لكمة في
منتصف وجهه وأنها ليست ضمن أحداث الرواية بل لكل قارىء ولكل شخص منا:
". . يحدثنا عن تاريخ قريتنا، الذي يعرفه
الأجانب الذين سكنوا فيها أكثر منا، وهذا ما لا يجب، كما يرى الأستاذ، وأنه علينا
نحن أن نعرف على الأقل ما يعرفونه".
كان
محتوى الرواية يقودك لهذا العصف الذهني لتعرف أبعاد هذا الوطن وقصته الحزينة أكثر!
شكرًا
أستاذ أسامة العيسة على كل هذه التفاصيل التي جملتها حين جعلتها تتلخص في عمل
روائي مختلف!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق