اختلف الفرقاء
القوميون، حول الطريق إلى تحرير فلسطين، وحبروا البيانات والأدبيات، حول السؤال
الجوهري: هل الوحدة تؤدي إلى التحرير أم التحرير يؤدي إلى الوحدة؟
ولم يطل التقاتل
كثيرًا، حول السؤال الجوهري، فلم تمض سوى سنوات، حتى سقط ما تبقى من القدس، ليصبح
السؤال ما هو أقصر طريق للقدس؟
نايف حواتمة، خلال
فترة العمل الفدائي في الأردن، كانت لديه إجابة جاهزة: الطريق إلى القدس تمر من
عمّان.
ستتغير الإجابة، في
مرحلة العمل الفدائي في لبنان، وينسب لأبي إياد قوله بأن الطريق إلى القدس تمر من
جونيه، وقد يبدو ذلك غريبا على رجل عقلاني كأبي إياد.
عندما احتل صدام،
الكويت، فهم قطاع واسع من الفلسطينيين، أن الطريق إلى القدس تمرّ من الكويت، وبُثت
الأغاني من مقاهي المصرارة، بعد أيام قليلة من احتلال الكويت تحي بطل العروبة
والإسلام الذي سينهي المهمة في الكويت ويقصد القدس، وفي تلك الأيام، بدا ان القدس
ضربها فايروس هاستيريا، إلى درجة أن مفكرًا وصف صدام ببسمارك العرب.
وبالنسبة إلى عرفات،
أصبحت الطريق إلى القدس، تمر من أوسلو البعيدة، وأدرك لاحقا كم هي القدس بعيدة، وقصية.
في مرحلة الممانعة
الحالية، أصبحت الطريق إلى القدس طويلة أكثر مما هو متوقع، وبالنسبة للسيد حسن نصر
الله، فان طريق القدس تمر بالقلمون، والزبداني، وحمص، وحلب، والسويداء، والحسكة.
أمّا أنا فكانت طريقي
إلى وسط البلد في القدس، سبع دقائق بالحافلة، قبل أن يغير المحتلون طريق القدس،
ويشقون طرقا التفافية، وفقا لاتفاقية أوسلو، وبتوقيع منظمة التحرير الفلسطينية،
فاخترت طريقي الالتفافية الخاصة إلى قدسي، التي رغم صعوبتها، فتظل الأقصر من طرقهم
إلى قدسهم الخاوية الهلامية.
الطريق إلى القدس،
فردية، أكثر من أي وقت مضى...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق