تتقهقر القضية
الفلسطينية، ليس فقط بفعل الانتصارات التي لا تتوقف للغزوة الصهيونية الاستعمارية،
وقدرتها على تطوير أدواتها، ولكن أيضًا بسبب تخلف أدوات أصحاب القضية، وزجهم
بعصبيات، هي أقرب للأمراض العصابية، في أتون معركة تحتاج على الأقل لاحترام
بديهيات الصراع.
القدس ببساطة، مدينة
محتلة، سواء كانت مقدسة أو غير مقدسة، ومؤسف هذا التقهقر برفع الشعارات الدينية، إلى
مرحلة تسبق المرحلة القومية، والتي ميزت الهوية الفلسطينية، بعد غروب الحكم
العثماني لفلسطين.
ماذا تعني أسلمة القدس
وفلسطين، للفلسطينيين؟
ماذا تعني للمسلمين
والمسيحيين العرب؟
كيف نقطف الآن ثمار
ما اعتبر نهضة قومية عربية؟
في كتابه ملوك
العرب، يتحدث أمين الريحاني، لدى مقابلته الشريف حسين في الحجاز، عن منشور
الاستقلال الذي أعلنه الأخير: "ومن المفاسد والأثام التي سجلها على الأتراك
المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل، وإصدار الأحكام التي فيها مخالفة صريحة
لنصوص سورة البقرة" وبعد هذه، كما يكتب الريحاني، احتج الشريف على إعدام الأحرار
في سوريا.
يتساءل الريحاني الذي
جال في بلاد العرب خلف ملوكها: "أو لا يحق لنا أن نتساءل نحن العرب غير
المسلمين: ماذا يهمنا من نهضة أساسها سورة البقرة؟".
القوميات الحديثة
انبثقت في مسار مخالف للدين، بخلاف القومية العربية.
سورة البقرة للتعبد،
والاحترام، أمّا الوطن فأساسه المواطنة، وإلا فان أبناءه سيعيدون إنتاج ذواتهم،
وقضية القدس في تقهقر..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق