أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 1 سبتمبر 2012

‏عرابي.. مؤسس (باطن الأرض) يناضل ليعيش فوقها


في حزيران 1967م، كان الطفل جمال عرابي، ابن مخيم الجلزون، ينتظر، منذ تفتح وعيه على مأساة شعبه المهجر، العودة الى الديار التي شُرد منها اهله، ولكن بدلا من ذلك، قُدر له ان يرى الدبابات الاسرائيلية المنتصرة وهي تتقدم لتحتل رام الله، وما تبقى من فلسطين، وأراضي عربية اخرى.
شكلت الهزيمة، صدمة لجمال عرابي، وكان عليه ان ينتظر ثلاث سنوات، حتى يصحو من الصدمة، ويؤسس، تنظيم (باطن الارض) لمقاومة الاحتلال، وهو ما يصفه خالد البطراوي، صديق عرابي، بانه اول تنظيم مقاوم للاحتلال: «كان الاحتلال يخشى أكثر ما يخشى التنظيم المحلي. سمى جمال التنظيم منظمة باطن الأرض، منطلقا من حقيقتين أن مخيم الجلزون حيث يقيم لاجئا مع عائلته هو فعلا يقع في باطن الأرض، وثانيا باطن الأرض كناية على العمل السري الخلاق».
ولا شيء، لدى عرابي (55) عاما، الذي يواجه الان تحديات حياتية عديدة، افضل من قصة (باطن الارض) ليستعيد حيويته، ويتدفق في الحديث: «عمل التنظيم في منطقة رام الله، بينما الحلقة الرئيسة له كانت في مخيم الجلزون، بدا عملنا في عام 1970، ولم تكن لنا اية علاقة بأية تنظيمات، لأنه في ذلك الوقت لم تكن التنظيمات ظاهرة بشكل علني، وواضحة للناس، وكنا نبحث عن التنظيمات التي نسمع عنها مثل فتح والجبهة الشعبية وغيرهما، ولكننا لم نكن نجدها، ولأننا كنا نريد مقاومة الاحتلال، فلم نجد طريقة غير تأسيس (باطن الارض)، ونعتمد على امكانياتنا الذاتية، ووصل عدد اعضاء التنظيم الى 180شخصاً».
اعتمد التنظيم اسلوب المقاومة الشعبية، منها كتابة الشعارات على الجدران، التي تحرض الناس على مقاومة الاحتلال، ورفع الاعلام الفلسطينية، في مخيم الجلزون ومنطقة رام الله، ومجابهة ما يسميهم عرابي، المتعاونين مع الاحتلال اقتصاديا، ويشرح: «في ذلك الوقت كانت تأتي سيارات اسرائيلية الى منطقة رام الله، لنقل العاملات في المزارع الاسرائيلية، وكن مجموعات كبيرة من النساء الفلسطينيات، وراينا في ذلك، في تلك الفترة، شكلا من اشكال التعاون الاقتصادي لدعم اقتصاد الاحتلال، فتصدينا لذلك بعدة طرق من بينها حرق السيارات الاسرائيلية التي تقل العاملات الى داخل الخط الاخضر».
ومما يذكره عرابي من نشاط تنظيمه ما يسميه عرقلة حركة دبابات الجيش الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر عام 1973م، من خلال عدة نشاطات على شارع رام الله-نابلس، حيث كانت المركبات العسكرية الاحتلالية تسير على الشارع متوجهة نحو الجبهة السورية في الجولان، وذلك بسكب الزيوت على الشارع، واقامة المتاريس والعوائق امام المركبات الاحتلالية العسكرية.
وردا على سؤال حول ادبيات التنظيم، وما الذي جذب الناس الى تنظيم (باطن الارض) حتى ضم كل ذلك العدد، قال عرابي: «لم تكن لدينا اية ادبيات، كنا صغارا في السن، ولم تكن لدينا اية شروط للعضوية، ولم نرفع الا شعارا واحدا وهو: مقاومة الاحتلال، لقد راينا بأعيننا كيف احتلت ارضنا في حزيران 1967، شاهدت الدبابات الاسرائيلية وهي تحتل رام الله، واذكر انه قبلها بستة ايام، كان هناك توزيع مؤمن من وكالة الأونروا في المخيم، والناس تتحدث عن عودتها القريبة الى حيفا ويافا، فالأجواء التي سبقت الحرب، رفعت سقف التوقعات لدينا، وبدلا من ذلك وجدنا الدبابات الاسرائيلية هي التي اتت لتحتل باقي ارضنا، فتولد لدينا شعور طاغ بمقاومة هذا الاحتلال بأية طريقة ممكنة، وجاءت احداث ايلول الاسود في الاردن، لتزيد من حدة مشاعرنا المتفجرة».
عمل تنظيم (باطن الارض) في منطقة رام الله، منذ عام 1970 حتى عام 1974م، وخلال ذلك تعرض للضربة الاولى، حيث تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال 40 من اعضاء التنظيم، من بينهم قائد التنظيم عرابي نفسه وكان عمره 15 عاما، الذي امضى تسعة شهور في السجون، وبعد ان خرج من السجن هو ورفاقه، استمروا في النشاط المناهض للاحتلال: «مع الاستفادة من التجربة»-كما يتذكر عرابي، ويضيف: «بسبب صغر سننا، وافتقارنا للتجربة التنظيمية، وقعنا في اخطاء جسيمة، هي التي كانت خلف اعتقال العدد الكبير من تنظيمنا».
يستذكر تلك المرحلة: «خلال فترة اعتقالنا، التقينا بأعضاء التنظيمات الفلسطينية في السجون، الذين حاولوا استقطابنا، كل الى تنظيمه»، ولكن الذين بحثوا في السابق عن التنظيمات، قرروا المحافظة على تنظيمهم، وخرجوا من السجون وكلهم حماسة للعمل من جديد، فوزعوا المناشير الداعية لمقاومة الاحتلال، وكتبوا الشعارات، وبنوا تنظيمات جماهيرية قطاعية، مثل القطاع العمالي، والطلابي، والنسائي، وتوسع عمل التنظيم.
وتعرض عرابي للاعتقال مرة اخرى، وكان طالبا في المدرسة الهاشمية، وعمره 18 عاما، وامضى في السجون سنة ونصف السنة. وبعد خروجه حصل على الشهادة الثانوية، وسافر الى الاردن، لإكمال دراسته، ولأمر اخر، فخلال هذه الفترة، كما يقول، اقام علاقة مع احد التنظيمات، لبلورة مشروع مقاوم اخر للاحتلال. واراد بحث الموضوع بتوسع في الاردن. ولكن خلال وجوده هناك، اعتقلت مجموعة من ذلك التنظيم، في الارض المحتلة، فُطلب منه عدم العودة الى رام الله، خشية من اعتقاله.
ودخل عرابي، مرحلة جديدة من حياته النضالية، بدأ رحلة نضال طويلة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخاض كل معارك الثورة الفلسطينية اللاحقة، وتنقل من لبنان، الى سوريا، وحط به الرحال في الجزائر، رحلة استمرت من عام 1976 حتى 1991، حيث عاد من جديد الى الاردن، لسبب تنظيمي، وهو العمل مع منظمة الجبهة الشعبية في الاراضي المحتلة، ولكن كما يقول: «فوجئنا بقرار من الجبهة بتحويل منظمة الجبهة في الاردن، الى حزب الوحدة الشعبية الاردني، ورغم اعتراضي على هذا القرار، الا انني التزمت به، ولكن السلطات الاردنية عام 2000م، سحبت مني الجنسية الاردنية، مما حرمني من امكانية العمل في حزب الوحدة، واستمر حرماني من الجنسية حتى عام 2010، حيث استعدتها بعد عملية كفاحية، واعتصام امام مجلس النواب الاردني، والاضراب عن الطعام، استمر عدة اشهر، ومحاولة حرق الذات، امام مجلس النواب ووزارة الداخلية، ومع حراك الربيع العربي تحركت قضيتي، وانتصرت».
يقول: «لم اكن استطيع العودة الى فلسطين، وكنت على هامش الحركة الوطنية الفلسطينية والاردنية، ومارست فقط نشاطا سياسيا بشكل شخصي، وبعد استعادتي للجنسية الاردنية، توفرت امكانية العودة الى ارض الوطن، على شكل زيارة، وهو ما حدث، حيث وصلت قبل ستة اشهر، وبقيت هنا مخالفا، لشروط الزيارة، واريد ان استعيد اقامتي في ارض الوطن، انا الان لا اطالب بحق العودة الى يافا او حيفا، ولكن فقط استعادة هويتي التي تخولني الاقامة هنا، خصوصا وان لدي بطاقة هوية، سافرت بموجبها الى الخارج، واعتقدت ان هذا سيسهل الموضوع».
ويطالب عرابي، الذي نفذ اعتصامات امام مقر الرئاسة وهدد بحرق نفسه، من السلطة الوطنية التعامل معه كحالة استثنائية، ويعتقد انه بإمكانها تحصيل بطاقة هوية له، خصوصا وانها، فعلت لأشخاص كحالات استثنائية من شخصيات سياسية ورجال اعمال، كما يقول.
ويضيف: «بدأت بأسلوب ديمقراطي وسياسي، قدمت طلبا للرئاسة، ولكن عندما وجدت مماطلة في بحث طلبي، اعتصمت امام مقر المقاطعة في رام الله، وهددت بحرق نفسي، لأنه لم يتم الاستجابة لطلبي بمقابلة الرئيس ابو مازن، وقابلني الدكتور حسين الاعرج، وقدمت طلبا لرئاسة الوزراء، واخر التطورات، اتصل بي نائب وزير الداخلية العميد عيسى حجو، الذي وعد خيرا، ووجه الدكتور سلام فياض طلبا، لنائب وزير الشؤون المدنية، للتعامل مع موضوعي».
«اريد استعادة هويتي، اريد ان اعيش ما تبقى من حياتي في وطني» هذه عنوان معركة عرابي الجديدة، التي قرر خوضها الى النهاية.
http://www.alhayat-j.com/pdf/2012/9/1/page6.pdf
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=182704&cid=2696

هناك 14 تعليقًا:

  1. Hello there! I know this is kinda off topic nevertheless I'd figured I'd ask.
    Would you be interested in trading links or maybe guest writing a blog post or vice-versa?
    My blog discusses a lot of the same subjects as yours and I feel we could greatly benefit
    from each other. If you might be interested feel free to shoot me an
    e-mail. I look forward to hearing from you!
    Fantastic blog by the way!
    Check out my web page - latest epl transfer news man utd

    ردحذف
  2. I every time spent my half an hour to read this
    webpage's posts everyday along with a cup of coffee.
    Also visit my web-site ; chelsea transfer news today

    ردحذف
  3. It's an amazing article designed for all the internet users; they will obtain advantage from it I am sure.
    Look into my blog post :: latest mufc transfer news man utd

    ردحذف
  4. Asking questions are actually pleasant thing if you are not understanding anything entirely, but this piece of writing
    provides pleasant understanding even.
    Also visit my weblog : liverpool transfer rumours liverpool transfer news

    ردحذف
  5. This site really has all the information and facts I needed concerning this subject and didn't know who to ask.
    My site - pizza games el paso tx

    ردحذف
  6. Hello . Thank you for this article ! im orabi Nakhleh ... Mr.Jamal is my Uncle , i would like to ask you to translate this article to
    English and maybe Nederlands and publish here ( in Belgium ) )
    please contact me if its oke ( orabi.nakhleh@gmail.com)
    Thank you

    ردحذف
  7. Hi! I've been reading your weblog for a while now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from New Caney Tx! Just wanted to tell you keep up the good job!

    Also visit my web-site: dating site reviews

    ردحذف
  8. I was just seeking this info for a while.
    After 6 hours of continuous Googleing, at last I got it in your site.
    I wonder what's the lack of Google strategy that don't
    rank this type of informative websites in top of the list.

    Generally the top web sites are full of garbage.

    My web-site - baltic dating

    ردحذف
  9. I simply wanted to write down a simple note
    in order to appreciate you for all of the splendid items you are writing on this website.
    My time-consuming internet ation has now been recognized with reputable knowledge to exchange with my pals.
    I 'd mention that most of us bsite visitors are really fortunate to be in a remarkable community with very many wonderful professionals with very helpful basics. I feel very blessed to have come across the web page and look forward to plenty of more fabulous times reading here. Thanks once more for all the details.

    Here is my web blog; sites for online dating

    ردحذف
  10. ent objectives for fat loss. While a number of drugs in the short
    term solve the condition, the awful side effects aren't worth it, and they never supply more than a short-term solution. It can be a known proven fact that 95% of celebrity diets fail. Many thanks sharing your ideas on this blog.

    Here is my webpage: face book of sex

    ردحذف
  11. Whats up very cool blog!! Man .. Excellent .. Wonderful .
    . I'll bookmark your website and take the feeds also�I am glad to find so many useful information right here in the put up, we'd like
    develop more techniques on this regard, thank you for sharing.
    . . . . .

    my homepage :: facebook of sex

    ردحذف
  12. I and also my buddies appeared to be reviewing the best suggestions
    from your web page and so before long developed an awful feeling I never
    thanked the web blog owner for those techniques. All the boys are actually absolutely joyful to learn them and already have
    unquestionably been taking pleasure in those
    things. Appreciation for simply being really thoughtful and also for making a choice on
    some superior ideas millions of individuals are
    really wanting to be informed on. My personal sincere apologies for not saying thanks to earlier.


    Also visit my blog post - female dating

    ردحذف
  13. I like it whenever people get together and share
    thoughts. Great site, stick with it!

    Look into my page - Free Online Games

    ردحذف
  14. Hello every one, here every person is sharing such familiarity, so it's pleasant to read this website, and I used to pay a quick visit this blog every day.

    My weblog Online Games

    ردحذف