الخميس، 18 سبتمبر 2008
حرب الكابتن لورنس اليهود
كان صوت حمزة ياتي من مكبرات الصوت: تسحروا ففي السحور بركة، بينما كان جنود الاحتلال المتاهبين ببنادقهم واجهزتهم والطلاء على وجوههم، يدمرون بيتي.
كل شيء قابل للكسر، اسمع صوت كسره وانا اقف خارجا امام ضابط المخابرات المسمي نفسه لورنس، يحيط به الحراس الذين يصوبون بنادقهم نحوي، بينما يتخذ جنود كثر مواقع لهم في محيط المنزل والشارع واسطح منازل الجيران.
لماذا كل هذا؟
-اذا اردتها حربا انت حر واذا اردتها سلما انت حر كذلك؟
قال لورنس الذي يريد القاء القبض على باسل الذي دخل عامه الخامس عشر حديثا.
كيف يصبح ابن الـ 15، بطل السباحة، والرياضي المحبوب، مطلوبا لاعتى دول الشرق الاوسط، بدلا من ان يكون على مقاعد الدراسة؟
ما هو التوصيف السياسي او غير السياسي لحياة الفلسطينيين، هل لديهم سلطة حقا؟ هل هناك فعلا رئيس سلطة ومجلس تشريعي، واكثر من حكومة؟
الى اين يلجا الفلسطينيون؟ هل لهم اب؟
هل كل ما يتحدث عنه الاعلام هو وهم؟ بينما ما يحدث على ارض الواقع شيء اخر؟
اي مستقبل لابن الـ 15، الذي قتل الاسرائيليون صديقه الصغير هذا العام؟ ماذا عليه ان يفعل هل ينتظر 60 عاما اخرى وهو يعيش لاجئا، عن قريته، محاصرا باسوا انواع الفصل العنصري في تاريخ البشرية؟ هل يظل مستمعا لمسرحية فتح وحماس والسلطة وابو مازن ودغمش وحلس ومش عارف شو؟
ماذا يجري في فلسطين فعلا؟ هل تصريحات عريقات وتحركات ابو مازن تستحق العناوين الاولى في الاخبار؟ وكانه لا يوجد احتلال ولا معتقلين ولا شهداء ولا نهب ارض؟
هل هناك فعلا ممثل للفلسطينيين؟ هل توجد منظمة تحرير، وفصائل واحزاب؟ هل ظل شيئا من المشروع الوطني الفلسطيني؟
هل وهل وهل؟ وبسبب كل هذه الهلات، فان ابن الـ 15 عاما يتحول الى مطلوب والى خطر اول على دولة الاحتلال، لانه لم يتلوث بعد وما زال يرى في الاحتلال عدوا رئيسا.
وعندما كان حمزة ينهي طقوس السحور والاذان، كان لورنس يتحرك بعد ان ابلغني بتهديداته، تاركا مجموعة من الجنود تواصل تحطيم المنزل، كدليل على جديته في الحرب التي يهدد بها.
ما دامت اسرائيل تشن حربا على ابن الـ 15 عاما، وعلى عائلته، فهو اذا على صواب، رغم ان الثمن سيكون قاسيا، اكثر من اللازم.
اما انا فقد قرفت من الاحتلال، والعرب، والاسرائيليين، ومن الفلسطينيين القابلين باستمرار العبث.
الفلسطيني يعيش الان في عالم من الفانتازيا، الحقيقة الوحيدة فيه هي الاحتلال.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق