بيني وبين الباحث خضر سلامة، مدير مكتبة المسجد الاقصى، والمتحف الاسلامي مواعيد مؤجلة، التقيته ليلا، كنت في مشواري الليلي اليومي، الذي يستمر نحو ساعة ونصف، وهو ايضا كذلك.
سرنا معا، وتوقفنا في بيته لاحتساء القهوة، ومواصلة النقاش، واخذ بعض الابحاث من مكتبته البيتية الهامة، ثم مواصلة السير حتى ساعة متاخرة.
يعتبر سلامة، الذي يحمل شهادة الدكتواره ولا يوقع ابحاثه مسبوقا بحرف الدال، شخصية متحضرة، واحد الباحثين القلائل الجادين الذين يعملون بصمت وبعيدا عن بريق.
بالاضافة الى عمله في المكتبة والمتحف، فان سلامة، يعمل ايضا في الجامعة العبرية، التي حولها الاسرائيليون، الى درة جامعات الشرق الاوسط، ان لم تكن الدرة الوحيدة.
قدم سلامة للبحث العربي، عدة كتب منها فهرسته لمخطوطات مكتبة المسجد الاقصى، وهي مكتبة هامة، عرف اهميتها الباحثون الاجانب، واستفادوا من كنوزها كثيرا، ومن اهم كتبه كتابه الاخير (المخطوطات القرانية في المتحف الاسلامي في الحرم الشريف) الذي صدر في مجلد ملون، عن منظمة اليونسكو ودار نشر غارنت في المملكة المتحدة، بطبعتين عربية وانجليزية.
وكما هو متوقع فان الطبعة الانجليزية لاقت الكثير من الاهتمام، وكتبت عنها مراجعات عدة، بعكس الطبعة العربية، التي من المفترض ان يشكل صدورها حدثا ثقافيا، فلسطينيا وعربيا، خصوصا وان الامر يتعلق بالقدس، التي يكثر العربان الحديث عنها، بدون أي عمل فعلي من اجلها.
لدى سلامة مشاريع اخرى ذات اهمية بالغة عن القدس، تناقشنا حول مصادر التمويل، وهو نقاش عادة لا يتم اشارك الراي العام فيه، في الاعلام، وشجعته بدون تردد ان يلجا الى صناديق الدعم البحثية الاسرائيلية المتعلقة بالقدس، المهم ان تصدر بحوثه، التي اعلم كم ان مواضيعها هامة.
المكتبة العربية فقيرة جدا فيما يتعلق بالابحاث المقدسية، وما تصدره دور النشر العربية، عن القدس اجمالا، باقلام فلسطينية وعربية، اعتبره فضائح مجلجلة، وهو استمرار، لما كتبه اجدادنا العرب عن زهرة المدائن هذه، الذي لم يخرج اجمالا، عن تبني التوارتيات، او ما يسمى ادب الفضائل، ولو ارادت الحركة الصهيونية مبررا لدعاويها حول القدس، فلن تجد افضل مما كتبه الاخباريون العرب عن القدس.
لا يعلم القاريء العربي، وربما لا يهمه ان يعرف، كم هو عدد العناوين البحثية الجادة، التي تصدر عن القدس، بالعبرية والانجليزية والفرنسية، ولغات اخرى، في كل عام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق