كان على
الطفلة عهد التميمي (16) عاما، ان تكون رغم عمرها الصغير، شاهدة على التغيرات التي
عصفت بقريتها الصغيرة؛ قرية النبي صالح، التي يقطنها نحو 600 نسمة جميعهم من عائلة
التميمي، والقرية التي عرفت سابقا بوجود مقام النبي صالح فيها الذي حافظ عليه
الأهالي وكانوا يستقبلون زواره بالتهليل، تعرف منذ سنوات كرمز للمقاومة الشعبية في
وجه الإجراءات الاحتلالية، والاستيطان ونهب الأراضي.
ماذا كانت
الطفلة عهد ترى، عندما تطل من نافذة منزلها، وتنظر إلى الجنوب؟ ما هو المشهد أو المشاهد
التي يمكن ان تصطدم عيناها بها؟ أية طفولة عاشتها عهد؟
منظمة كرم
نابوت الإسرائيلية، التي ترصد سرقة الأراضي الفلسطينية من قبل الإسرائيليين، أعدت
قائمة باعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على أراضي قرية النبي صالح:
- نحو 500
دونما صادرتها السلطات الإسرائيلية رسميًا من أبناء عائلة التميمي بعد أن قررت انها
"أراضي دولة"، وعليها أقيمت معظم مستوطنة حلميش.
- بضع عشرات
البيوت والكرفانات، الواقعة على أرض تعترف دولة الاحتلال أنها بملكية خاصة، التي
سرقها المستوطنون من أبناء عائلة التميمي.
- أكثر من 60
دونما من كروم الزيتون التي بدأ مستوطنو حلميش فلاحتها تدريجيًا في العقد الأخير
وهي على أرض بملكية خاصة تابعة لأبناء عائلة التميمي.
- شبكة طرق
وسياج أقامها مستوطنو حلميش لمنع الوصول إلى عشرات الدونمات التي كان أبناء عائلة
التميمي يفلحونها في الماضي.
- نبعا المياه
عين القوس وعين الخلد، اللذان كانت عائلة التميمي تستخدمهما، لكن المستوطنين
وبتغطية من الجيش الإسرائيلي استولوا عليهما وأعلنوا عنهما "موقع أثري".
ماذا كان بوسع
طفلة مثل عهد ان تفعل وهي تشاهد هذا المنظر، مع إطلالة يوم ومغيبه؟ غير انها تغضب،
وهو الأمر الذي كان يمكن أن تفعله أية طفلة تعيش ظروفها في أي مكان في العالم.
لم تكتف قوات
الاحتلال باعتقال عهد، وإنما اعتقلت شقيقتها ووالدتها، والتهمة إفشال مهمة جنود في
نصب كمين لمقاومي المقاومة الشعبية.
تواصل محاكم الاحتلال
الصورية، غير الشرعية، محاكمة طفلة عبرت عن ما يجيش في صدرها من رفض للمشهد
الاستعماري الذي فرضته دولة الاحتلال عليها.