موقع الضغط على الزناد

موقع، مدونة، منبر، صرخة، تحليل، نقد هادئ وأحيانا صارخ،  تحقيق مكتوب، وآخر مرئي، دراسات ، أقوال مأثورة، وثائق، كلها تعالج موضوعا واحدا وهو الفساد، فساد السلطة والمؤسسات والمجتمع المدني والأفراد... فساد الفرد الفلسطيني، بخنوعه، ويأسه، وتردده وإحجامه عن خوض المعركة ضد الفاسدين، كل ذلك ليس كاملا، وينقصه مشاركات القراء بالتعليق والتفاعل مع ما ينشره سعيد الغزالي في مدونته التي أطلق عليها المحقق الفلسطيني.

تتفاعل في تحقيقاته أسلوب الكتابة الصحافية بالحس الروائي بالثقافة الإنسانية، بالتزام وجداني وطني، بروح السخرية، بمرارة الملاحظة،  وشجاعة الموقف، لا محظورات ولا محرمات، ولا خطوط حمراء، إنها كتابة كصهيل الخيول الجامحة، كتابة الإمساك على الجمر، كتابة محفزة، لا تخشى سيف السلطان، ولا ترهب سوطه.
في موقعه، يتنفس الغزالي الحرية، بأسلوب فيه لسعات غاضبة، كأنها لظى من جحيم معاناة الشعب الفلسطيني، ويأسه وخضوعه للمحتل الغاشم والسلطة الفاسدة، فلا يجد متنفسا لهذا للغضب المسعور داخله إلا الاشتياق إلى عالم جميل لا يجده في منزله ومكتبه وحارته ومدينته، ولا في أسرته أو جيرانه أو شعبه، بل يجده في مدونته، بكتابته عن الفساد والمفسدين، كتب عن بيع الأراضي، والفساد في جامعة القدس ومهازل أوسلو، ووضع خططا للتحقيق عن خلايا العملاء التي نفذت اغتيال المناضلين.
أعرفه منذ زمن بعيد، كان يعمل في الصحف الأجنبية والعربية، وحاول كتابة الرواية، بل أتم كتابة رواية لم ينشرها، لأنه لم يرض عنها، فهو يتوخى  المهنية الصارمة،  وقد أطلق منذ عدة أسابيع مدونته، بصمت وبدون ضجيج الشهرة.
أعرفه بأنه صحفي يتوخى الصدق والأمانة، في البحث عن الحقيقة، فإن ظفر بها في قضية ما، تصبح قضيته الشخصية، يتمسك بها، ويدافع عنها دون تنازل أو نفاق أو مراعاة لأحد.
وأثناء عمله في وكالة الأسوشيتدبرس، وصفه مدير مكتبها بالقدس نيكولاس تاترو بأنه بندقية محشوة بالرصاص. وهو بالفعل كذلك في مدونته، إنه يضغط على الزناد.     mohakik.blogspot.com