أعلنت الجامعة العبرية في القدس، أن فريقا اثريا تابعا لها تمكن من العثور على كنيس قديم هذا الأسبوع، قرب بحيرة طبريا، وتم الكشف عن هذا الكنيس في خربة وادي الحمام، وهو يعود إلى الفترة الرومانية أو البيزنطية، وسط خلاف بين العلماء حول ذلك. وتم الكشف من قبل فريق برئاسة الدكتور عوزي ليبنر، الذي يتبنى الرأي الذي يقول ان الكنيس يعود إلى الفترة البيزنطية، وقال ليبنر إن هذا الكنيس هو مثال جيد للتقاليد المعمارية التي سادت في الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)، وان إحدى السمات الفريدة للمعبد هو أرضية الفسيفساء التي عثرت داخله. وتقع الخربة التي عثر فيها على المعبد، على المنحدرات المشرفة على بحيرة طبريا، التي يطلق عليها في الادبيات الانجيلية بحر الجليل، والمرتبطة بأحداث وردت في العهد الجديد.واشار ليبنر إلى انه في أول موسم من الحفريات تم الكشف عن وجود الجزء الشمالي من الكنيس، مع صفين من المقاعد على طول الجدران، المبنية من حجر البازلت والطباشير، وان البحث ما زال مستمرا في المكان في قرية يهودية تعود إلى الفترة الفترة الرومانية - البيزنطية. واضاف ان المنقبين فوجئوا عندما عثروا في الممر الشرقي أرضية الفسيفساء التي لا يوجد مثلها في البلاد، وتعود للفترة الرومانية-البيزنطية. وربما يكون تقرير ذلك من قبل رئيس فريق التنقيب نوعا من المغالاة أو الحماس لكشفه، في ظل عدم وجود تقديرات أثرية مستقلة عن الكشف.
وما يميز أرضية الفسيفساء أنها مصنوعة من حجارة صغيرة متنوعة الألوان، تصور مجموعة من الأدوات الخشبية التي كانت تتم المتاجرة فيها في تلك الفترة، ونجار مع أدواته، وتمت إزالة أرضية الفسيفساء من الموقع، ونقلها إلى معهد الآثار في الجامعة العبرية للترميم. واختلف العلماء في تحديد زمن الكنيس، والرأي الذي وجد قبولا عاما انه يعود إلى الفترة الرومانية ما بين القرنين الثاني والرابع الميلاديين، في الزمن الذي يعتقد انه شهد ازدهارا ثقافيا وسياسيا لليهود في الجليل الفلسطيني.
ولكن بعض الباحثين أعادوا هذا الكنيس إلى الفترة التي تؤرخ فيها كنس أخرى، بنيت أساسا خلال الفترة البيزنطية، أي في القرنين الخامس والسادس الميلاديين. ومثل هذه الكنس، رغم قلتها إلا أنها متشابهة وعثر عليها في الجليل، أو الهضبة الفلسطينية الوسطى كمدينة رام الله، أو في غور الأردن كما هو حال الكنيس في مدينة أريحا.
وينظر بأهمية إلى الفرق بين الرأيين، لان ترجيح أي منهما، سيعيد رسم صورة تاريخية اكثر دقة للوجود اليهودي في فلسطين. ولا يشكل الكشف عن هذه الكنس أهمية كبيرة للاثاريين الإسرائيليين والأجانب الذي ينتمون إلى مدرسة سياسية وأيديولوجية تربط بين أحداث التوراة والواقع الأثري في فلسطين والأراضي المقدسة، والذين لم يتوقفوا عن البحث منذ اكثر من قرنين عن شواهد للوجود اليهودي في فلسطين قبل ثلاثة الاف عام، دون نتائج تذكر.
وبدلا من ذلك فان الكشوف الأثرية التي تنسب لليهود تعود إلى حقب احدث من بينها البيزنطية، وحتى الإسلامية المبكرة (الاموية) في فلسطين. وحسب ليبنر فان جهوده وفريقه متركزة الان على تكوين صورة أوضح عما يسميه حياة القرية اليهودية الريفية في العصر الروماني في الجليل، من خلال الحفريات التي تجري في خربة وادي الحمام، والتي شملت بالإضافة للكشف عن الكنيس، والكشف عن مساكن ومرافق أخرى في الموقع، مثل معصرة متطورة لزيت الزيتون، وقواعد صلبة لحمل منازل من طابقين.
ويميل الدكتور ليبنر إلى الاعتقاد، ان ما تم الكشف عنه، يشير إلى تمتع السكان بمستوى اقتصادي مذهل، يناقض الصورة السابقة عن الظروف السكنية في المناطق الريفية اليهودية، التي تشير إلى انهم سكنوا في بيوت فقيرة أو أكواخ.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/11/283945.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق