شارك
صديقي السيناريست خالد خمَّاش، في لجنة تحكيم المهرجان الدوليِّ لسينما المرأة في
قطاع غزة، وعاد إلى خيمته في دير البلح، التي يحتمي فيها النازحون، بفعل المأبدة، لوجود
منظمات الإغاثة الأجنبية فيها.
قال
لي خالد ضاحكًا: نعم سينما وامرأة وغزة. فرشوا سجادة حمراء، مثل مهرجانات الدنيا!
نُظم
المهرجان في فضاء مفتوح وسط الركام.
صمد
خالد في منزله في رفح، خلال شهور المأبدة الأولى، واستقبل نازحين من غزة، ولكنَّه
فقد المنزل متعدد الطوابق. لم يرثه، كما رثى ابن حزم قرطبة، أو خراب البصرة، أو
شعراء أرض البرتقال الحزين الذين سكبوا الدموع على منازلنا المنكوبة. رثاؤه فقط
جملة: وداعًا جنتي الصغيرة. يتلقى خالد، كموظف في السلطة الفلسطينية، 50 أو 60
بالمئة من راتبه، مثل بقية الموظفين، مضطر لخسارة 20 بالمئة منه للوسطاء. الهموم
في غزة تتراكم.
لم
يكتب خالد يوميَّاته خلال المأبدة، واكتشف أن ابنته تكتب. هل سنفهم، من خلال ما
سنقرأه مما كتبه أهل غزة، كنههم؟
حلم
خالد الآن العودة إلى جنته المفقودة في رفح، لكن يحول دون ذلك الخط الأصفر،
المنطقة التي يسيطر عليها الاحتلال المتفنن في اختيار ألوان الخطوط لنا ولأشقائنا
كما الخط الأزرق في جنوب لبنان مثلًا.
ما
فهمته أن لا أحد من ناسنا موجود في منطقة الخط الأصفر تحت السيطرة الاحتلالية التي
يوجد فيها أيضًا العصابات العميلة، وبدون معرفة لدي عن طبيعة الوضع، فإنني أعتقد
أن هذا يعتبر فشلًا، يدرك المحتلون، أنَّهم لن ينجحوا في خلق جيوب، كدويلة عملاء
الاحتلال المنهارة في جنوب لبنان.
يريد
خالد، كحال ناسنا، العودة إلى ركام منزله في رفح، وهذا منوط كما يعتقد بتطبيق
اتفاقيات، لينصب خيمته على الركام، وبعد استراحة نازح عائد، يبدأ بإزالة الركام،
ليبني جنة جديدة. يتراجع المفتاح، كرمز للعودة، لصالح حجر من ركام.
الفلسطيني،
سيزيف عصرنا!
الصورة:
السجادة الحمراء في مهرجان غزة.
#خالد_خماش
#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق