السبت، 30 يوليو 2022
تاريخ من التصحيف!
بنى الصليبيون،
القلاع ذات الأغراض المتعددة، على طريق القدس-الساحل. منها قلعة إكوابيلا لجماعة
الاسبتارية الصحية-العسكرية (توفي والدي، سليل تاريخ من التصحيف، وهو يسمي
المستشفى سبيتار، والتقرير الطبي سك يابور)
صحَّف الفلاحون الفلسطينيون الاسم إلى إقبالة.
هل حدث ذلك من قبل المزارعين العرب، والسريان، والمغاربة ممن بقوا في فلسطين خلال
الاحتلال الصليبي وأردوا محللة الاسم؟
تقع القلعة الآن
بجوار عين حمد. صحَّف الإسرائيليون، الذين استولوا على خربة إقبالة بما فيها من
عيون، إلى عين حيمد. من الواضح أن جغرافيي الاحتلال لم يحتملوا الاسم العربي.
خربة إقبالة، بما
فيها من قلعة وعيون تتبع قرية بيت نقوبا، التي أصبحت مستوطنة بيت نقوفا. أخذ
الإسرائيليون المنازل، والأرض، والاسم، مع تصحيف (عبرنة) صغير.
تظهر عين حمد، التي
حوَّلها المحتلون، إلى حديقة وطنيَّة في عام 1968م، كواحدة من الجنان التي لا
تنتهي في جبال القدس الغربية.
عين حمد، أيضًا، نتاج
تصحيف لعين أحمد، منسوبة لأحمد عبد الله، أو الصامت، وهو قديس محلي موقَّر، مقامه
موجود في الخربة، بني تحت شجرة زيتون كبيرة، وأشجار زيتون أخرى تعرف بزيتونات
الصامت، وساعد هذا التوقير على بقاء أشجار
السنديان المعمرة في المكان، ويصل ارتفاع بعض هذه الأشجار إلى أكثر من 15 مترًا،
وتعتبر من أعلى أشجار السنديان في جبال القدس والهضبة الفلسطينية الوسطى.
فلسطين، أيضًا، تاريخ
من التصحيف!
تفاصيل:
صور:
https://alrawwya.blogspot.com/2022/07/blog-post_30.html
#القدس
عين حمد وقلعة إقبالا
مآل عين حمد، غرب مدينة القدس المحتلة، نموذج لسياسات تهويد الأمكنة، وعبرنة الأسماء العربية، والتطهير العرقي المستمر منذ النكبة.
تقع عين حمد، في خربة إقبالا، على طريق القدس- يافا، على بعد سبعة كيلومترات غرب مدينة القدس الجديدة، ونحو 12 كيلومترا غرب البلدة القديمة.
تتبع الخربة- المزرعة، لأهالي قرية بيت نقوبا، وهي الآن مجاورة لقريتي عين رافة وعين نقوبا الحديثتين.
صمدت عائلات من قرية صوبا في عين رافة التي تعتبر مزرعة، مثل خربة إقبالا، وأقيمت عين نقوبا في عام 1962م، من قبل أهالي من قرية بيت نقوبا الذين لجأوا في عام 1948 إلى قرية أبو غوش المجاورة.
رفض المحتلون إعادة الأهالي إلى بيت نقوبا التي يملكون فيها 6500 دونم، وأسسوا في بيوتها مستوطنة "بيت نقوفا" عام 1949م. وعندما سمحوا للأهالي للاستيطان في أرضهم، بعد 22 عاما، أفرجوا عن 350 دونما فقط، للقرية الجديدة وتسميتها عين نقوبا.
عاش الأهالي غصَّة أخذ المحتلين، لقريتهم واسمها ومنازلهم، ومعظم أراضيهم، ورفضهم مطالب الأهالي بالاحتفاظ باسم قريتهم الأصلية.
يعتقد أن اسم إقبالا، هو تصحيف للاسم الصليبي للموقع إكفابلا، أو أكوا بيلا ويعني المياه الجميلة. بنى الصليبيون قلعة في الموقع، ما زالت آثارها موجودة، وهي عبارة عن بناء مستطيل كبير 27 - 36م مكون من طابقين.
أحد أكثر معالم القلعة حضورا الآن، معصرة الزيت، وما زال حجر الرحى الضخم موجودا، وبقايا أخرى.
بمحاذاة الجهة الجنوبية للقلعة، مقبرة إسلامية قديمة، تستخدم من قبل أهالي عين رافة وعين نقوبا. من الواضح أن المقبرة أقيمت، تشرفا، بمقام الشيخ عبد الله، وهو قديس محلي موقر، بني مقامه تحت شجرة زيتون كبيرة، وأشجار زيتون أخرى تعرف بزيتونات الشيخ عبد الله، وساعد هذا التوقير على بقاء أشجار السنديان المعمرة في المكان، ويصل ارتفاع بعض هذه الأشجار إلى أكثر من 15 مترا، وتعتبر من أعلى أشجار السنديان في جبال القدس والهضبة الفلسطينية الوسطى.
سقت عين حمد، والعيون المحيطة، منطقة الجنائن لقرية بيت نقوبا، التي زرعت بالخضراوات، التي كانت تباع في مدينة القدس. ولكن كل شيء تغير بعد النكبة، وحفر الاحتلال لآبار ارتوازية، جففت العيون.
عبرن المحتلون، الاسم العربيّ لعين حمد، ليصبح عين حيمد، يطلق على "الحديقة الوطنية" في الموقع، وأيضا على "مفرق حيمد" على طريق القدس- يافا. من الواضح أن جغرافيي الاحتلال لم يحتملوا الاسم العربي.
تذكر النشرة الترويجية لـ "الحديقة الوطنية الإسرائيلية": "تمتاز جبال القدس بسلاسل طويلة تشبه أصابع اليد، وتمتد باتجاه الغرب، تفصل بين سلاسل الجبال أودية عميقة، وأحدها هو وادي كسلون، وهو واد كبير يبدأ مجراه من جبال منطقة بيت سوريخ (مفسرت اورشليم) وعبر حديقة عين حيمد يصب في وادي الصرار (سوريك) في منطقة بيت شيمش".
في هذه الفقرة، نعلم أن العصف الاستعماري طال ليس فقط المكان الفلسطيني لكن أسماءه أيضا، بعبرنة أسماء مواقع مثل: بيت سوريك، ووادي كسلا، ومنطقة دير بان، التي تسمى احتلاليا "بيت شيمش".
عصفت رياح السياسة مبكرا، في خربة إقبالا، حيث استخدمت العصابات الصهيونية، التلال فوق الينابيع، خلال ثورة (1936 - 1939)، للتدريب العسكري، ومنطلقا لشن الاعتداءات على المواطنين.
الجمعة، 29 يوليو 2022
أماكن للفكر!
هذا العام ثقافيًا،
هو عام الدكتور محمد عصفور، بانجازه ترجمة سيرة إدْوَرْد سعيد: أماكن الفكر، التي
كتبها تمُثي بِرِن، وصدرت عن سلسلة عالم المعرفة الشعبية في الكويت، بمقدمة الدكتور
محمد شاهين. سيصل الكتاب، بسعر رمزي، أو معقول للقرَّاء، بفضل الحسّ الكويتي
الثقافيّ.
ولمنجزه في نقل الاستشراق،
الذي تُرجم ثلاث مرَّات، مثيرة للجدل، للعربية.
لم أقرأ استشراق
عصفور بعد. قرأت أماكن الفكر، فيه قليل من النميمة، وكثير من الفكر.
حيرني، عدم تطرق
الكاتب، للطريقة التي أرادها سعيد، للانتقال العالم الآخر، ترميدًا. لقد تجاهل
ذلك. لا أعرف هل الأمر يتعلق بالترجمة العربية فقط. هل مورست رقابة ما، لعدم التطرق
لحرق جثمان سعيد، حسب وصيته؟
#الدكتور_محمد_عصفور
#الدكتور_محمد_شاهين
#إدورد_سعيد
#أماكن_للفكر
الخميس، 28 يوليو 2022
من الفن الصليبي الفلسطيني
ترك الصليبيون،
فنونا، وأثروا على الحقب التالية لهم، مثلما تأثروا هم فيما سبقوهم، وخلال وجودهم
في فلسطين، تأثروا بالمثولوجيا الإسلامية، وهذا موضوع آخر.
سنجد المتويفات
الصليبية، على أكثر المآثر الإسلامية لفتا، كالأسبلة (سبيل باب السلسلة مثلًا)،
وحتى القبور (مقبرة ماميلا مثلًا) وفي المسجد الأقصى، الذي حوَّله المحتلون إلى
كنيسة.
يشتهر في العمارة
الفلسطينية التقليدية، العقد الصليبي، والذي يسمى أيضا العقد العربي.
تتواشج الحضارات، كما
تتشابك الأجساد البشرية، في هذه اللوحة، بالزخرفة النباتية.
#كنيسة_القيامة
#المسجد_الأقصى
#الفن_الصليبي
الأربعاء، 27 يوليو 2022
جولة في قرية عين كارم المهجرة مرورا بقرية دير ياسين و قرية قالونيا المه...
درب للبلاد وناسها
المشتتين!
عصفت رياح السياسة
العاتية بجغرافية فلسطين، خلال القرن الماضي وحتى الآن، بشكل لم يحدث في تاريخ هذه
البلاد الصغيرة؛ شامة الشام، وعروق أيدي مصرية مشققة، ووجوه عرب الجزيرة المشققة.
من عين كارم؛ ورثة
القطب الصوفي أبي مدين الغوث، وميوثلوجيا ألصابات وشقيقتها العذراء، وابني الخالة؛
المسيح والمعمدان، مرورًا بدير ياسين الجرح، إلى قالونيا الممدة بين التلال، على
ضفتي وادي الصرار.
عدسة ومونتاج: أحمد
مزهر
#عين_كارم
#دير_ياسين
#قالونيا
درب للبلاد وناسها المشتتين!
عصفت رياح السياسة
العاتية بجغرافية فلسطين، خلال القرن الماضي وحتى الآن، بشكل لم يحدث في تاريخ هذه
البلاد الصغيرة؛ شامة الشام، وعروق أيدي مصرية مشققة، ووجوه عرب الجزيرة المشققة.
من عين كارم؛ ورثة
القطب الصوفي أبي مدين الغوث، وميوثلوجيا ألصابات وشقيقتها العذراء، وابني الخالة؛
المسيح والمعمدان، مرورًا بدير ياسين الجرح، إلى قالونيا الممدة بين التلال، على
ضفتي وادي الصرار.
عدسة ومونتاج: أحمد
مزهر
#عين_كارم
#دير_ياسين
#قالونيا
الاثنين، 25 يوليو 2022
حقًا؟ هناك من لا يصافح!
في عام 1987م، خطوت
على جسر الملك فهد من الأراضي السعودية، الرابط البري الوحيد لجزيرة البحرين،
والذي قُدِّم، وقتذاك، بطوله الذي يصل إلى 25 كلم، كثاني جسر، من نوعه في العالم.
كان العاهل السعودي، يرسخ قيادته الدينية والسياسية، وأعاد إحياء لقب قديم: خادم
الحرمين الشريفين. المفارقة، أن اللقب الذي قصد منه، ولو شكليا، التواضع، والابتعاد
عن لفظ الجلالة، تحوَّل، في الإعلام السعودي، إلى دلالة على عظمة الملك.
في عام 2013م، قادنا
مضيفونا في البحرين، إلى جانبهم من الجسر، فهو أحد معالم الجزيرة الصغيرة، ويرمز إلى
قبضة الأخ الأكبر، وربما إلى القدر الدرامي لجزيرة سهلة التهديد، إلى درجة أن تكون
لقمة في قبضة عقد إيران الإمبراطورية.
رغم أن الجزيرة، منذ
القرامطة على الأقل، هي موطن تيارات عاصفة، ونقدية، ومعارضة، فإن الدعاية الرسمية،
لا تحاول تقديم غناها، ويمكن للمراقب من بعيد، أن يبتسر مشكلتها في ثنائية
الشيعة-السنة، وهذا باطل.
في مساءات المنامة
السريعة، يمكن استكشاف الغنى والتنوع، وأماكن الوهج الثقافي. بدت الشيخة مي، التي
تفضل تنانير الستينات القومية، وهدوء العبارة، في مزاجٍ شجني، وهي تؤكد في مؤتمر
دولي للسياحة الثقافية: "المنامة تكبرُ اليومَ بامتلاءٍ حميم بجمعنا، لم يعد
يكفيها التأريخ البعيد، بل تستثمر أيضًا إنسان اليوم، وتواصل صنيع الحضارات فيها
تباعًا حتى تصيغ مستقبلها".
أثار مزاجها الشجني،
تعاطفًا من الحضور، ومن المتحدثين، امتد إلى الفنانة الأوبرالية هبة القوّاس، التي
أشجنت مسرح البحرين الوطني الفخم، برفقة أوركسترا فيلمارمونيكا ترانسيلفانيا
العالمية، بأداء شفيف، شجعني، على توجيه دعوة، باسم فلسطين (هكذا مرَّة واحدة)،
لزيارة فلسطين (كلها، التي لا تقسم على مرَّتين).
في اليوم التالي،
جلست الشيخة ميِّ في الصف الأوَّل لتستمع لهذر فلسطينيِّ مكرّر وممل. قلت، محاولا
التخفيف منه: عندما تتحرَّر فلسطين الصغيرة، سنطلب الوحدة مع البحرين، وعندها
سننظم انتخاب لمنصب وزير الثقافة، وسننتخبك، وزيرة ثقافة لدولة الوحدة.
لا أعتقد أننا نحتاج
لوزراء ثقافة، بل إلى مشاريع ثقافية. التقيت قبيل افتتاح احتفالية القدس عاصمة
الثقافة العربية، وزراء الثقافة العرب، واقتنعت أنه لا لزوم لهم، على الأقل، بسبب
ثقلهم. لا يكفي أن واحدهم عُيِّن بواسطة ما، ولكن أضيف عليها ثقل الشخصية، وخوف
على الكرسي، مقيم، يلعثم الألسنة، ويربطها.
من الواضح، أن الشيخة
مي، ولأسبابٍ، امتد نشاطها الثقافي إلى خارج وزارة الثقافة، مثل: مركز الشيخ
إبراهيم بن محمد آل خليفة، الذي يستضيف مثقفين وفنانين وكتَّابا، وأنشطة ثقافية من
العالم العربي، وربما من العالم.
وأيضًا، إلى هيئة
البحرين للثقافة والآثار، رائدة نشر كتب مترجمة مؤسسة، بإشراف المثقف النقدي الطاهر
لبيب.
مشروع (نقل المعارف) بإدارة
لبيب، ودعم الشيخة ميّ، هو مشروع للتبادل الثقافي، حتى عام 2019 نجح في نقل 33
مجلدا متنوعا، ورغم أهميته فإنه غير مناسب للشغوفين بالكتب، من الذين لا يأبهون
بالخطط المالية، مثلي، لأن عليهم البقاء بقية الشهر على قيد القراءة، أدامهم
الوحيد.
في الصفحة الأولى الكتيب
الذي يحوي أنشطة الموسم الثقافي الثاني عشر لمركز الشيخ إبراهيم، ما يثير محبي
الاقتباسات، ومعقَّديها: القلب هو مكان المقاومة الحقيقية. لعله من انتخابات
الشيخة مي نفسها، التي، أخبرها قلبها، أن لا تمدّ يدها، لمصافحة سفير دولة احتلال،
وفصل عنصري، وقتل يومي، ففصلها، حسب نتف أخبار غير رسمية، ملك البلاد والعباد، من
منصبها وزيرة ثقافة.
مسألة القلب هذه،
يبدو أنها مهمة للشيخة مي التي كتبت غردت على تويتر: "من القلب ألف شكر لكل
رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا".
للمزيد، مقال منذ عام
2013:
مساء بيت لحم في
المنامة
https://www.rb2000.ps/articles/202762.html
#مي_بنت_خليفة
#الطاهر_لبيب
#الملك_فهد
#البحرين
#المنامة
الأحد، 24 يوليو 2022
مقبرة جماعية للصاعقة المصرية
خذلان السياسة ومهر
الدم!
زار الملك حسين،
فجأة، وبسرية، خصمه جمال عبد الناصر، وعقدا اتفاقية دفاع مشترك. لم يتخل عبد
النَّار عن حس المزاح، رغم ما يلوح في الأفق. مازح الملك: لو اعتقلناك لن يدري
أحد، بالغ في المزاح: خذ الشقيري معك، رَيِّحنا منه.
وصل بموجب الاتفاقية
مجندين من الصاعقة المصرية إلى الضفة الغربية، لتنفيذ عمليات ضد مطارات دولة
الاحتلال، ولكن ما حدث لاحقًا، غير معروف. المعروف أن قوات الاحتلال أحرقت جنود
الصاعقة المصرية، وكشفت صحيفة هآرتس مؤخرا عن مقبرة جماعية للشهداء المصريين.
نموذج لخذلان
السياسة، ومهر الدم الغالي الذي دفعه، وما زالوا، النَّاس العاديين.
فيديو من اللطرون،
الذي طهرت قوات الاحتلال قراه، وقتلت المصريين، وغيرهم.
https://www.youtube.com/watch?v=8-Trb1pvbPo
#الصاعقة_المصرية
#المقبرة_الجماعية_للصاعقة_المصرية
#اللطرون
#محرقة_اللطرون
السبت، 23 يوليو 2022
دماء عربية على سهوب اللطرون
من أعلى قمة تلة، ما
زال فيها بقايا قلعة صليبية، يمكن رؤية المساحات السهلية الممتدة في منطقة اللطرون
الإستراتيجية، بين القدس والساحل الفلسطيني، التي شهدت معارك في عامي 1948 و1967م.
لا تشهد بقايا
القلعة، التي تظهر مجدها السابق، على ذلك المجد الغابر فقط، ولكن ترميمات،
بالباطون والحديد، تشير إلى إعادة استخدام، في المعارك التي خاضها العرب ضد
العصابات الصهيونية في عام 1948، ووريثها جيش الاحتلال في عام 1967م.
يمكن، من بقايا
القلعة، معاينة ما تبقى من معالم اللطرون، كديرها الشهير الذي أسس عام 1890،
وكنيسة عمواس، وأيضًا، ما أصبح معالم على تهويد المنطقة، وأبرزها منتزه كندا، الذي
أقيم بعد تطهير قرى اللطرون الثلاث: يالو، وبيت نوبا، وعمواس، وهدم منازلها، وإنشاء
هذا المنتزه.
تطهير القرى الثلاث
عرقيا، كان أحد الأحداث الدرامية في الحرب القصيرة، ولكنها، لم تكن الوحيدة التي
طهرت عرقيا، فمثلها حدث مع أهالي قرية النبي صموئيل، التي دمر المحتلون منازلهم
حول المقام الإسلامي، الذي حول لاحقا إلى "حديقة وطنية"، وطردوا منها،
حيث صمدوا على أراض أخرى في قريتهم، ومع أهالي قرية الحبيلة في التجمع الاستيطاني
غوش عتصيون الذين أصبحوا لاجئين في المخيمات حول مدينة بيت لحم.
قاوم أهالي القرى
الثلاث التهجير، وهاموا على وجودهم، نحو ستة أيام، قريبا من منازلهم، وسط النيران
الكثيفة، والجوع، واحتياجات الأطفال، وكبار السن، وفي النهاية وصلوا إلى قرية بيت
سيرا، ومنها إلى مدينتي رام الله والبيره.
من منشآت الاحتلال
الجديدة، في سهوب اللطرون الممتدة، منتزه ميني إسرائيل، في الطريق من اللطرون إلى
الرملة، وحسب تقرير للصحفي آدم راتز في صحيفة هآرتس يوم الجمعة الثامن من الشهر
الجاري، فإن نحو 80 جنديا من قوات الصاعقة المصرية، قتلوا حرقا، ودفنوا في مقبرة
جماعية، حفرت على عجل، جزء منها تحت موقف السيارات التابع لمنتزه ميني إسرائيل.
في الثاني من حزيران
1967م، نشرت كتيبتين في قوات الصاعقة المصرية، على الجبهة الأردنية، بعد زيارة
مفاجئة للعاهل الأردني الراحل الملك حسين، إلى القاهرة، وإبرام اتفاقية دفاع مشترك
مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وتعيين العسكري المصري عبد المنعم رياض، قائدا
للجبهة الشرقية.
حسب مصادر مصرية، فإن
من مهام جنود الصاعقة، كان الوصول إلى مطارات إسرائيلية وتفجيرها، لكن ما حدث
لاحقا، ما زال غامضا، وجعل الجنود يقعون في مرمى نيران قوات الاحتلال، التي قصفتهم
بالنابالم، فقضوا حرقا.
يتذكر عدد من كبار
السن من قرى اللطرون، الجنود المصريين، ويقدرون استشهادهم دفاعا عن الأرض
الفلسطينية، وكيف ساعدوا الناجين منهم، في الوصول إلى أماكن آمنة.
الكشف عن المقبرة
الجماعية للجنود المصريين، الذي أثار غضبا عربيا ومصريا، أعاد طرح ملف الجنود الأردنيين
المفقودين في حرب حزيران 1967م.
يقول نادر دكرت، من
مدينة بيت ساحور، أن ابن مدينته الجندي عوني خليل الساحوري، أرسل رسالته الأخيرة
إلى ذويه، من منطقة اللطرون، ولكن بعد أن صمتت المدافع، لم يظهر، واعتبر شهيدا،
ووفق سجلات الجيش الأردني، فإن تاريخ استشهاده هو 6 حزيران 1967م.
كثيرون من الجنود الأردنيين
المفقودين، قيدوا في نفس تاريخ الاستشهاد، وما زال مصير العشرات من الجنود الذين
قاتلوا في محور التلة الفرنسية-الشيخ جراح، مجهولا.
يطالب دكرت، بعد
الكشف عن مقبرة الجنود المصريين الجماعية، بالبحث والتقصي عن مكان دفن المفقود،
ولا يستبعد أن يكون الساحوري، وغيره من جنود، قد دفنوا في المقبرة الجماعية، أو في
مقبرة أخرى.
يسود الهدوء موقف
المركبات في منتزه ميني إسرائيل، يشبه صمت السهوب الممتدة المحيطة به، التي نزفت
عليها دماء الجنود العرب، وروتها.
الجمعة، 22 يوليو 2022
أسئلة التَّاريخ
المؤثر، بالنسبة لي،
في مذكرات أبو ماهر اليماني (1924-2011م)، هو الجزء الأوَّل، الذي يسرد فيها سيرة
الطفل القروي الفقير، من سحماتا، وتنقله من مدرسة، إلى أخرى، في ظروف قاسية حتى
الكفاف، ووصوله إلى الكلية العربية في القدس.
المؤثر تحديدًا، هو
موقف أناس، مفرودي الأيدي، ومفتوحي القلوب، مدّوا أيديهم، وفتحوا قلوبهم، للفتى،
ليتكوَّن إرهاصًا لما سيصبح عليه المناضل أبو ماهر اليماني، الذي عليه إجماع،
كضمير ثورة-حسب تعبير رفيقه جورج حبش.
قد تكون هناك
إشكاليات في الإجماعات هذه، والترميزات كضمير الثورة، وحكيم الثورة، وختيار
الثورة، والمناضل الكبير، وأمير الشهداء، وزعماء بحجم الأوطان، بل هي إشكالية أصلًا،
ولكنَّها تناسب رؤية الجماعة الوطنية، شرقية المنبت والنزوع، لنفسها، وتعوض إخفاقاتها
التي، وإن أقرت بها، تجد صعوبة في النفاذ من شرنقتها.
اليماني، صنيعة ناس،
قدروا ظرفهم التاريخي، ووعوه، عاش للنّاس. قليلون من صنيعة النّاس، يعيشون
للنَّاس.
يطفو على ذاكرتي، ما
نسب لماوتسي تونغ، يمكن أن يلقى رضًا من محبي الاقتباسات: "إذا كانت الظروف
تصنع الإنسان، فعلى الإنسان أن يصنع ظروفًا إنسانية".
إلى أي مدى ساهم
الزعيم الصيني، في صنع ظروف إنسانية؟ هذا سؤال للتاريخ، وللصينيين أنفسهم. أمَّا
اليماني، فإنَّه عاش تجربة نقابية ونضالية، انتهت بالهزيمة، ربما لان القيادة لم
تعش للَّناس الذين صنعوهم، ولا يكُّفون عن تكريس الرموز.
أين أسئلة التاريخ،
في التجربة الفلسطينية؟ أخشى أن لا تكون مذكرات اليماني، قد خدشتها، بما يجب.
#أبو_ماهر_اليماني
#جورج_حبش
#ماوتسي_تونغ
الاثنين، 18 يوليو 2022
الظلال في كل جانب!
لطالما بدا لي غالب
شعث (1934-2022م)، شخصًا غامضًا، أو شهابًا انطفأ!
في عام 1975 تقريبًا،
عرض في سينمات بيت لحم والقدس فيلم: الظلال في الجانب الآخر. كانت دور السينما في
المدينتين تتناوب النسخة الوحيدة من الفيلم التي تصل الأرض المحتلة، خلال الربع ساعة،
فترة الاستراحة بين الفيلمين.
لم يستمر عرض الفيلم
أكثر من يومين أو ثلاثة. الرقابة العسكريَّة الاحتلالية أوقفته. لم أكن أعلم أنَّ
الفيلم واجه أيضًا رقابة في مصر، حيث أُنتج بالشراكة بين جماعة السينما الجديدة
ومؤسسة السينما، لما فيه من نفحات عن المقاومة، والقضية الفلسطينيَّة. أنتج الفيلم
في مصر قبل أن تظهر بشكل واضح توجهات النظام التي اتضحت لاحقًا بخيانة السادات.
رصدها شعث نفسه في مذكراته التي صدرت متأخرة.
تعامل شعث في فيلمه
الروائي الطويل، مع نجوم في السينما العربيَّة، كمحمود ياسين، ونجلاء فتحي. لم
أسمع عنه كثيرًا بعد فيلمه الذي حضرته في سينما بيت لحم، وكنت أسال، لاحقًا، عن
المخرج الذي قدَّم بيضة ديكه مبكرًا، واختفى.
في مذكراته، أو
أوراقه التي صدرت في القدس التي ولد فيها، بعنوان: من أوراق مهاجر، يتطرق لمحطات
عديدة في حياته الفنية، كعمله في التلفزيون المصري، والسينما الفلسطينيَّة، لكن
تجربة فيلم بقيمة الظلال في الجانب الآخر، لم تتكرر.
يبدو أن دائرة
الإعلام الموحد التابعة لمنظمة التحرير التي عمل فيها شعث، لم تستفد منه كثيرًا!
لم أقرأ خبرًا، أو
عرضًا لمذكراته. الصدفة هي التي قادتني إليها، في ركن منسي في مكتبة هامشية.
رحل شعث، وبيانات
النعي تطفح بالكلام المجاني، مشيرة إلى خسارة الثقافة الفلسطينية برحيله. في
الواقع، هذه الثقافة كانت خسرته مبكرًا، بتعطله عن الإنتاج والإبداع.
#غالب_شعث
#الظلام_في_الجانب_الآخر
الأحد، 17 يوليو 2022
معجزة باين في بلد المعجزات
في بداية العام
الجاري من مجارينا ومجاري غيرنا، أردت تقديم لفتة، لصديقي الفنان المعتزل خالد
جواريش، عندما جلسنا بعد سمرحة في شوارع بيت لحم العتيقة، على مصطبة مركز السلام
القذرة، نحتسي قهوة، ونتشمَّس.
اعتزل خالد، الغناء،
منذ عقود، وأخر عرض غنى فيه، كان فرح الأسير المحرَّر والكاتب صديقنا صالح أبو
لبن، واكتفى بالغناء في الجلسات الخاصة.
أبديت استعدادي،
بمناسبة العام الجديد، أن أبدي لطفًا تجاه الفنان فريد الأطرش، إذا أكد لي خالد،
أن لحن: إياك من حبي، الساحر، هو فعلًا من تلحين الموسيقار المحبوب، ولم يسرقه
جزئيًا أو كليًا.
تحمَّس خالد،
للموسيقار المعبود، وأكد لي، كخبير فني، قبل أن يكون من دراويش الأطرش، أنه لحن
خالص حلال زلال غير مسروق.
طلبت من خالد، دندنة
اللحن، فتدندن وامتدت الدندنة إلى دندنات ألحان وأغان شرقية أخرى.
أتجنب عادة، النقاش،
مع دراويش فريد الأطرش، وأتخيَّل أنَّهم تكوَّنوا من جينات أطرشية خاصة، ولائيين
أكثر من حشَّاشي حسن الصبَّاح، يمكن لواحدهم أن يصبح مثل مجاذيب الصبَّاح فداويًا
جاهزًا لتنفيذ عملية اغتيال. ولكن من حُسن صداقتي لخالد، أنَّ ولعه لا يقتصر على
الأطرش، وإنما يتجاوزه إلى السنباطي، وعند ذلك يصعب النقاش معه، فأمام سنبطته
تتضاءل كل الوهابيات، والبليغيات، والكلثوميات غير السنباطية.
يعرف خالد تقديري
للسنباطي العظيم، ولكنَّه يختلف معي في أحكامي الغرة، التي لا يراها فنية، مثلًا
أعتبر لحن: القلب يعشق كل جميل، استثنائيا، أمَّا خالد، فيراه بسهولة بديهيات موهبة
موسيقاره، وصنعته.
منذ سنوات، أصبح
خالد، فردًا، بعد رحيل فرنسيس الطبَّال. نزلت وخالد من باب الزقاق إلى سهل بيت
جالا، وصعدنا لنلحق اللحظات الأخيرة لفرنسيس في هذه الفانية، قبل مواراته الثرى في
مقبرة الأرثوذكس، فيصبح من سكان الباقية.
قلت لخالد: لو خبركما
أبو عثمان وأبو حيان، لخطا عنكما مجلدات.
بجانب المصطبة القذرة
للمركز الثقافي الأهم (أو هكذا يفترض)، يخطب نشطاء الفصائل فينا وفي بعضهم البعض،
خلال الاعتصامات والوقفات والجلسات، ولكن أي منهم فكَّر أنَّه يمكن أن يقفوا في مكان
نظيف نسبيًا، فالخطب الوطنية، أطهر بكثير من تفصيل صغير.
لكن المعجزات، لا بد
وإن تأخرت في الحدوث في بلد المعجزات، أن تحدث فبسبب الإمبراطور بايدن، الذي شُتم
من النَّاس خلال الأيَّام قبل تشريفه لهذه الناحية من إحدى مقاطعات إمبراطوريته
القصية، بادرت السلطات المحلية، بما لديها من شهامة وعزة وإقرار الضيف، إلى وضع صناديق
خشبية مزروعة بأجمل الورود، فحتى لو نظر الإمبراطور، من خلف زجاجة مركبته المسماة
الوحش، صدفة، فلا يقع نظره على مصاطبنا القذرة، التي تليق بأمثالنا، وليس بواحدٍ
مثله. وليعلم أن منحه تذهب في الدرب الصحيح، وليس، كما تذهب الإشاعات المغرضة،
التي تصله.
لو عاش أطرشنا
الكبير، لغنى للإمبراطور: إياكم من كره بايدن!
بالأمس، وفي اليوم
الثاني لزيارة الإمبراطور، المعجزة ما زالت مستمرة، والصناديق الخشبية ما زالت في
مكانها، وعلى المصاطب التي نظفت يجلس شبان، يرمون نظرات مستغربة إلى ساحة
المغامرة، والميلاد، ودرب الرسول العربي إلى السماء.
فعلا هذه بلد
الأنبياء، والقديسين، والمعجزات!
الخاسئون في خسران
مبين!
#المستظرف_الفلسطيني
#فريد_الأطرش
#بايدن_في_فلسطين
السبت، 16 يوليو 2022
صلاة خمس نجوم لبايدن!
حتَّى بالنسبة لإمبراطور
للعالم، لم يسبقه أحد في أبرطته، وإن خلى وجهه من لحية الأباطرة، احتاج لخدمة من
مواطننا، الذي دبَّ على أرضنا قبل ألفي عام.
حجز إمبراطور العالم،
كنيسة المهد منذ الصباح، منع الحجاج ليس فقط من دخولها، أو المرور قربها، ولكن
الوجود في الطرق المؤدية إليها. قرارات الأباطرة، دين، لا يخرق.
بدا الإمبراطور، سمحًا؛
يمكن أن يمازح حشدًا صغيرًا مغربلًا من المسؤولين السياسيِّين والدينيِّين، وافق
أمنه على وجودهم، فاستعدوا جيدًا لاستقباله، وما أن انتهت الزيارة، حتَّى تسابقت
صفحاتهم الإعلامية، على نشر الصور التي يظهرون فيها في ظل الإمبراطور.
عندما انتحى الإمبراطور،
لصلاة خاصة له وحده، في كنيسة قديسة من بلادنا، هي كاترينا، أظهر من جيبه ذخيرة
تخصه، أو تخص ما يخصه، لتتحوَّل ذخيرة مقدَّسة، ببركة مواطننا المصلوب. ذخيرته
الشخصيَّة من زيارة إقليم الأرض المقدَّسة، قد تكون أهم ما سيذكره لأبناء الأحفاد،
عندما يجلس في خريفه.
لم يتمكَّن أحمد، وهو
يصوِّر صلاة الإمبراطور، من معرفة نوع ذخيرته. في الليلة السابقة تسرمحنا 11 كيلو
في شوارع القدس، وأصرَّ أحمد على إكمالها لدزينة مشي، استعدادًا لمثوله الصباحي، في
صلاة الإمبراطور الخاصَّة.
سيحترم رهبان أبو
حبلة البشوشين، عندما يرغبون بذلك، صلاة الإمبراطور الخاصَّة، وهم لهم تجربة طويلة
مع أباطرة الشرق والغرب، ساسوها بالجِدّ، والدبلوماسية، فقبلوا بدور المراقبين، أو
كومبارس لصلاة فخامته.
منذ أن قرَّر
إمبراطور قديم، سوس رعايا إمبراطوريته، وفرض نسخته من الدين الجديد، دينًا وحيدًا،
كتب أربعة فقط، قبل الأباطرة، بأن ما لهم، سيظلّ لهم، وسيشاركون، رعاياهم، بما لدى
الرَّب.
أرسل قسطنطين،
والدته، لتبني الكنيسة، على أطلال معبد أدونيس، ليتشارك الأباطرة، الرعايا، في
تقديم القرابين.
الرأسماليون،
والشيوعيون، احتاجوا، خدمات مواطننا، الذي ظهر مواطنًا، له نسب من بيننا أم
معروفة، وخالة وابن خالة، ورفاق صيَّادين، ثم سيدًا أدونًا، نبيًا، وفاديًا، وأخيرًا
ربًا وملكًا.
شافيز، مقارع
إمبراطور البيت الأبيض، أراد أن يرث مُلكًا ثوريًا أبديًا، فأرسل، وهو يعد شهوره
الأخيرة، ليصلى له في موقع ميلاد مواطننا، لعل وعسى، ولكنَّه خُذل. لمواطننا تدابيره،
الَّتي لا نعرف أسبابها. قد يطيل أعمار الأباطرة الرأسماليين، ويقصِّر أعمار
رصفائهم الشيوعيِّين، لسببٍ لن نعرفه. في الحالات كلها، مِن سعد الأباطرة، أنَّ
لهم من يعبدهم من الرعايا.
أخذ الغربيون، أفضل
منتج من شرقنا، وتبنوه دينًا، وكيفوه ليلائمهم، وطوروه، وقيدونا سجناءً، نحمل
مفاتيح سجوننا، للفقهاء واللاهوتيين، وعلماء الكلام، وجوقات محلية، تعزف ألحان
الخلود، لأباطرة، يطمعون في رضا السماوات، بعد أن امتلكوا رضا الأرض.
قيل أنَّ قسطنطين،
الذي أنقذ بقراره، الأديان الإبراهيمية، وجعلها تسود، لم يصبح ديِّنا رسميَّا، إلَّا
على فراش الموت، عندما تعمَّد.
يتعمَّد البشر،
بالماء، والدم، والخمر، والدموع، والكذب!
الصورة: أحمد مزهر
#جو_بايدن
#أحمد_مزهر
#كنيسة_المهد