لم
يجد الملك سليمان، أوّل سليمان في الدنيا، كما سيصفه القانوني، باعتبار الأخير
ثاني سليمان، كما نقش ذلك على أسوار القدس، متباهيًا، وقتًا ليكتب ثلاثة ألف مثل،
وهو المشغول بألف زوجة وسريرة. ولكن غيره سيتولى أسطرته. بالتأكيد سيراكم كتبة المكان،
ما يهدفون، وسيتولى، عدد لا نعرفهم من مثقفي زمانهم، فعل التنقيح والإضافة، ومن
المؤسف أنه سيأتي وقت، يتعالى فيه الكتبة، ويقررون التوقف. ويقبل النّاس، صمت
السماء النهائي.
ولكن
سليمان، بحكمته، ومراوغته، وبما حبته السماء، بألسنة الحيوان، تسلل إلى ارطاس،
ليجلس أمام عينها ويخط، واحدة من أقدم قصائد الحب، ليصف فم حبيبته، واحدة من ألف
امرأة، بالنبع المختوم.
أُخْتِي
الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ-(سفر نشيد
الأنشاد 4: 12)
النبع
المختوم، معزول الآن وسط قريته المعزولة، ولم يرتفع منسوب المياه فيه، كما يجب أن
يكون في مثل هذا الوقت من السنة، وكأنّه أيضًا تفيرس. في اليوم السابع للعزل،
تسللت إلى الجنة المقفلة، لأطمئن على الأصدقاء. جلت مع رمزي، الذي غادر مرسمه، ليخدم
أهل قريته على مدار الساعة، وشربت القهوة مع فادي الذي وضع نفسه في العزل الاختياري،
وزرت رفقة سامر النبع المختوم، واطمأننا على اللوحة التذكارية التي تخلد بناء
المماليك لطواحين النبع المختوم، وانتظرت مع الدكتور زيدان عودة العمّال.
وتابعت
مع الشرقاوي، بمحاذاة برك سليمان. امتلأت البركتان الأولى والثانية. من هنا شربت
القدس على مدار ألفي عام. حتى نكبت النكبة البلاد، وأوقفت مشروع الفلسطينيين
القومي على مدى الإمبراطوريات والأيّام.
دمرت
الجنة المقفلة سبع مرات أو سبعين مرّة، وما زالت أثار التدمير شاهدة، وذبح سكانها
سبع مرات، وفي كل مرة تنضو الرماد. في مواجهة الكورونا، يعيد النّاس اكتشاف أنفسهم،
والقدرات التي تكمن فيهم. قال الدكتور زيدان: "تصدق؟ حتّى نحن غير مصدقين أنه
يمكن أن يكون لدينا كل هذا. نعتمد على أنفسنا، وسننتصر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق