لم
يكن لدى رجال شرطة الاحتلال، المحتلين لسطح مصلى باب الرحمة، ما يشغلهم أوّل أمس
الأربعاء (6-3-2019)، بعد أن أنهى المصلون صلاة العصر في المصلى المهدد من قبل
الاحتلال، وبعد أن اطمئنوا أن الأمور تسير بهدوء، أخذوا بالتقاط صورا ذاتية لأنفسهم،
في الموقع الذي شغله في يوم ما، الإمام أبو حامد الغزالي، حيث كتب جزءا من كتابه
(إحياء علوم الدين).
يبدو
أن رجال شرطة الاحتلال، كانوا يمارسون، بالتقاطهم الصور، نوعًا من الاستفزاز،
لبضعة مواطنين، جلسوا قبالة مصلى باب الرحمة، فيما انتشر آخرون أمامهم، يتأملون
المصلى، ويقدمون توقعاتهم لما سيحدث في هذا المكان، بعد فترة قصيرة، وأبدت إحدى
الفتيات حماسة، وهي تخبر من هاتفها النقال، أصحاب العلاقة العائلية بها، بأنها
وصلت القدس، وسترابط في المصلى، ونشطت بالتقاط الصور.
أمَّا
أحد الكهول، الذي قدم نفسه بأحد سدنة الأقصى، فأصر على الصعود إلى سطح المصلى،
طالبا من أحد الجالسين قبالة المصلى، أن يلتقط له الصور، وهو يتحدى جنود الاحتلال
على السطح.
وتوجه
بسرعة، غير آبه بتنبيهات بعض المواطنين، بعدم فعل ذلك، حتى لا يتعرض للقمع من قبل
شرطة الاحتلال، وصعد إلى السطح، وهو يقول بصوت عال، بأنه قد نجح في تحديه، وصنع
شارة النصر، قبل أن ينزل مرة أخرى، وينضم إلى النقاش المتشعب بين الجالسين، فرحا
بنصره الصغير.
أحدهم،
يتابع، على هاتفه النقّال، نشرة أخبار بالعبرية، استضافت مدير الشاباك الأسبق أفي ديختر،
الذي حرض على شعبنا، معايرا حكومته، بان دولة الاحتلال صمتت، عندما فتح الفلسطينيون،
المسجد المرواني، وهو أكبر بما لا يقاس مقارنة بمصلى باب الرحمة، وهي الآن تتحرك،
أخيرًا، من أجل فتح مصلى صغير.
مواطن
آخر، اقترح، إقامة عزاء في الموقع، من أجل جذب أكبر عدد من المواطنين إلى الموقع،
والبحث عن أساليب مشابهة من أجل الحشد في المصلى المهدد بالاغلاق، كمقدمة
للاستيلاء الاحتلالي عليه، حسب توقعات عديدة.
وتشعب
النقاش، ليشمل مواقف القومية العربية من الخلافة العثمانية، إلى مواضيع سياسية
محلية وإقليمية، ليتركز أخيرًا، على تاريخ مصلى باب الرحمة، ولخص الآراء التاريخية
حوله الباحث هشام الرجبي، الذي انتهى قبل ذلك من جولة في المصلى والتقط صورا عديدة
له، سيضيفها إلى مجموعته الخاصة من الصور عن القدس، والتي تبلغ عشرات الآلاف، كما
يقول.
الاستعداد
لما هو آت، يظهر أكثر على حراس المسجد الأقصى، الذين وجهوا قبل أيام نداءً، للجمهور
المحلي، والعربي، والإسلامي، كشفوا فيه عن اعتقال قوات الاحتلال لـ 14 منهم،
لتحديهم القرار الاحتلالي بإغلاق مصلى باب الرحمة، وفتحه أمام المصلين.
أحد
الحراس تحدث لمراسلنا، مشيرًا بان دوام الحراس موزع على أربع نوبات، وفي كل نوبة، يداوم
40 من الحراس، الذي يتوجب عليهم أن يكونوا يقظين، ومستعدين لإفشال أي اعتداء على
المسجد، مؤكدا بأنه عندما يقتحم المستوطنون المسجد، فان درجة اليقظة لدى الحراس
ترتفع، وبأنهم يراقبون المقتحمين بدقة.
لا
يتوقع هذا الحارس، ماذا سيحدث بالضبط في الأيام المقبلة، وإن كان يعي خطورتها كما
يقول، ويضيف: "ها نحن ننتظر، ويجب على المواطنين الوجود بأكبر عدد في مصلى
باب الرحمة".
ويبدي
ثقة في النصر، في حالة إصرار حكومة الاحتلال على إغلاق المصلى، قائلاً: "يبدو
أن الاحتلال لا يتعلم من تجاربه، ولم يستخلص العبر من معركة البوابات التي انتصرنا
بها".
يتدخل
مرابط آخر قائلاً: "كنا ننتظر دائما دعمًا عربيًا وإسلاميًا، ولكننا خلال
معركة البوابات، أدركنا كم نحن أقوياء، ونحن ندرك مكامن القوة لدينا، وسننتصر في
معركة مصلى باب الرحمة".
في
القدس، وفي ساحات المسجد الأقصى، هدوء يشبه ذلك الذي يسبق العواصف، وهو ما خبرته
القدس الأسبوع الماضي، قبل العواصف الجوية، ولكنها الآن في انتظار عواصف من نوع
آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق