قد يكون
القديس هيرونيمُس (جيروم) أشهر مثقفي فلسطين، خلال تاريخها المعروف. أقام في مُغر
كنيسة المهد المعروفة باسمه، وترجم الكتاب المقدس، ودرّس في مدرسته، التي تقع الآن
في حرم دير الأرمن الملاصق لكنيسة المهد، ومن المؤسف، أن إدارة الدير تتخذ تدابير
مشددة بخصوص زيارة السياح للموقع. وتواترت معلومات قبل أشهر، بان علماء آثار في
الجامعة العبرية، اجروا حفريات في الموقع، وهو أمر، إن صح، يكشف عن الضعف المخيف
في الحالة الفلسطينية (أرجو ان تًكذب وزارة السياحة الفلسطينية هذا الأمر).
كتبت عن
جيروم، ومغره، وشريكته القديسة باولا في (قُبلة بيت لحم الأخيرة) وتتبعت خلال
السنوات الماضية، ما توفر مما كُتب عنه، ومن الأحداث السعيدة في العام الماضي،
حصولي على رسائله مترجمة للعربية في مجلدين (صدرت عن دار المشرق في بيروت)، من
ترجمة وإعداد سعد الله سميح جحا، وبودي أن امتدح بشدة الجهد الكبير والمهم الذي
اضطلع به.
أشهر مثقفي
فلسطين، لم تهتم به جهة فلسطينية، وإنما عائلة جرجي نعمة الله عقّاد التي مولت
طباعة الكتاب.
رسائل جيروم،
التي كتب معظمها من بيت لحم، وتشمل مراسلاته مع مثقفي عصره، كنز في غاية الأهمية،
وتذكر في بعض جوانبها، بكتابات الغزالي التي أنجزها في القدس، ولكن هذا الأمر
بالطبع يحتاج إلى متخصصين.
القديس جيروم،
الذي يُحتفل في ذكراه بيوم الترجمة العالمي، لا أحد يأبه به في فلسطين..!