التقيت القيادي البعثي عبد الغني عبد الغفور، في العراق، عام 2000.
كنت ضمن وفد فلسطيني، ووفود عربية ذهبت لمراقبة الانتخابات التشريعية في العراق المحاصر.
لم ينقص عبد الغفور، الثقافة والذكاء والالمحية، ولكنه مثل باقي القيادات التي التقيناها، مثل عزت الدوري، كان بين جملة واخرى، يزج باسم الرئيس العراقي صدام حسين.
من الحديث الطويل والحميم، قال عبد الغفور ان جهات غربية، طلبت من صدام الاعتراف باسرائيل، او دعم عملية السلام، مقابل رفع الحصار، ولا اعرف مدى صحة ذلك، لكن مشاعر عبد الغفور تجاه فلسطين لم تكن خافية ابدا.
كانت الغلبة في اللقاءات مع عبد الغفور، وعزة ابراهيم، وطارق عزيز، وغيرهم لتجار الكلام من سياسيين ومثقفين عربا وغير عرب، وبدا لي انه لا احد يريد ان يخوض نضالا حقيقيا من اجل رفع الحصار عن الشعب العراقي انذاك (تاثر القيادات بالحصار بالطبع اقل بما لا يقاس بالمقارنة مع الشعب).
رغم انني كونت فكرة عن طريقة تفكير القيادات العراقية، ولم تكن لدي اية اوهام عن قدرتها في قيادة مواجهة جدية، الا انني احترت في امر عبد الغفور، الذي بدا لي انه على فهم كامل بكل الظروف المحيطة، ولديه تقديرات حقيقية لموازين القوى.
في فترات لاحقة، وقبل الاحتلال الاميركي لبلاد الرافدين، سالت بعض المعارف البعثيين، عن عبد الغفور، فقيل لي بانه لم يعد في صورة المشهد السياسي، وبانه لم يعاد انتخابه لمنصب قيادي، في حزب البعث، ولم ادر مدى صحة ذلك.
اليوم شاهدت عبد الغفور وقد بدت عليه علامات الكبر، وهو يستقبل بشجاعة حكم بالاعدام اصدرته محكمة الاحتلال الاميركي عليه.
ويهتف بسقوط الاحتلال، ومعه اهتف بسقوط كل احتلال، واي احتلال.
رابط لخبر عن الحكم على عبد الغفور
http://www.afp.com/afpcom/ar/news/stories/081202155441.0nm6m4my.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق