على الأرجح، فإنَّ الرئيس أبو مازن، لا
يدرك تمامًا معنى القُدْس الشريف؛ المصطلح الذي استخدمه في بيانه ردًا على ما
أعلنه الرئيس الأميركي، وعرف بصفقة القرن.
مصطلح القُدْس الشريف، يبدو مخاتلاً، لم
يقتصر استخدامه على الرئيس الفلسطينيّ، ولكن أيضًا على قناة مشبوهة، تتاجر بالقضية
الفلسطينية، تبث برامجها على توقيت القُدْس الشريف، وكأنَّ توقيت القُدْس، هكذا
حاف، أو توقيت بيروت، ينقض وضوء المقاومة.
القُدْس الشريف، أو قُدْس شريف، هي
القُدْس العثمانية، وتضم ما سيعرف بعد عام 1948م، بالقدسين الشرقية والغربية، وفي
الطالبية، التي تعتبر ضمن القُدْس الغربية، ما زال شعار قُدْس شريف، يعلو محطة
القطارات، التي نقلت المسافرين من القدس إلى يافا، وما تزال.
من خلال معرفة موقف الرئيس السياسي،
يمكن التكهن أنه يقصد القُدْس الشرقية، وبالطبع فإنَّ حدود القُدْس الشرقية
المحتلة عام 1967، ليست هي حدود القُدْس الشريف العثمانية.
يحاول البعض باستخدام مصطلح القُدْس
الشريف، إضفاء صبغة دينية، تطهرية، ميتفازيقية، على مفهومه للقُدْس، وأيضًا تجنب
الإحراج في مصطلح مقيت مثل القُدْس الشرقية، وهو مصطلح سياسي فرضته النكبة، ولم
يكن له وجود قبلها.
رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، حدد
المفهوم الفلسطيني الرسمي للقدس، في مقابلة مع السي إن إن، بأنها: "البلدة
القديمة وكل المنطقة المحيطة بها"-كما جاء على صفحته الرسمية.
وهو مفهوم، يناقض، مصطلح القُدْس
الشرقية، المفترض أنه المعبر رسميًا عن الموقف الفلسطينيّ الرسميّ. مساحة البلدة
القديمة في القُدْس هو كلم مربع واحد، ولا نعرف ما هو المقصود بما يحيط بها؟
هل تعلمون كم هي مساحة (القُدْس
الإسرائيلية) التي يقترب عدد سكانها من مليون نسمة، من بينهم أكثر من 300 ألف
فلسطينيّ؟
من حق الرأي العام الفلسطينيّ، أن يعرف،
ما هي القُدْس، التي تطالب بها قيادته؟
لماذا هذا التلعثم الفلسطينيّ غير
المفهوم حول القُدْس؟