اخر ما يمكن توقعه،
أن يوقفك مستوطن في ليل الطالبية، بعد أن دخل السبت منذ ساعات في ظهر اليهودي
ليسألك.
هذا ليل الأسئلة،
عندما سألتك الشاعرة اليونانية على العشاء، عن الترجمة إلى العبرية، قفز إلى ذهنك
حزب الأسرة الراديكالي، الذي يراك ممثل الجناح الاستسلامي، الذي لا يضم في الواقع إلا
أنت، وكيف سيصدر البيانات..!
منذ خمس سنوات وأنت
توثق دقائق وتفاصيل الطالبية، قال صاحبك:
-من يأبه؟ أي ناشر؟
وأي قاريء؟ ماذا ستستعيد ولمن؟
بقرب الكولنيالية
الألمانية، وأنت تشعر بأنك تمتلك المكان، ظهر يهودي مندفع بزي المتدينين وزوجته
خلفه تحافظ على مسافة، سألك بالعبرية، فطلبت أن يسأل بالانجليزية:
-كيف الوصول إلى
القطمون..؟؟!!
*القطمون..؟؟؟!!
القطمون بعد سبعين
عامًا..!
حمل سكان القطمون من
برجوازية القدس المثقفة النامية، ما خف وزنه وارتفع ثمنه، وهربوا، وغادر مثقف
مختلف مثل خليل السكاكيني منزله، تاركا لإبراهيم أبو دية ورجاله من فلاحي جبل
الخليل، الدفاع عن القطمون، الذي سقط، بعد أن سقط فيه أكثر من مائتي مقاوم.
سيظل خروج السكاكيني،
رمزًا على فشل وخيانة وقلة حيل النخب السياسية والثقافية، لا أحد منهم يذهب إلى
الأخر، يمسك العصا من المنتصف، مع تضاعيف عشائرية وحزبية وطبقية وطائفية، من هو
رئيس الكُتاب والنقابات واتحادات الصحافة والمنظمات والفصائل الذي يمكن أن يحدث
فارقًا؟ من هو الصحافي، والقائد الجماهيري، والحزبي، والأديب، الخارج عن طوق تافهة
النكرات؟
كثير من الرطانة،
والرشى، والشخصنة، والتخوين، والموت حبًا في أحضان التنسيق والفي أي بي، ثمن بخس
في وطن حلم الأمم.
*اذهب إلى الأمام نصف
كلم، وانعطف شمالاً..!
أصوت فتيات يهوديات يرفعن
أصواتهن بغناء متحديات حرمة السبت، تطوع صاحبك وحرك يديه متمثلاً دور المايسترو، بعد
نصف كلم، أصوات فتية عرب، انعطاف إلى اليسار خلفهم، أحدثوا ضجة مع فتيات جالست على
المقاعد في حديقة الجرس المختالة، قال صحابك:
*هن روسيات..!
وبعد دقائق كنت تسرع إلى المدينة المسورة..!