دير الهوى، قرية فلسطينية صغيرة، هجر سكانها عام 1948، تخرج من تحت ركام النسيان، بفضل كنيسة بيزنطية تم اكتشافها حديثا على ارضها:
أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية، اكتشاف كنيسة تعود للعصر البيزنطي، في قرية دير الهوى المدمرة، التي تبعد نحو 12 كلم عن القدس، و5 كيلومتر عن قرية بيت نتيف المحتلة عام 1948، ويطلق عليها الإسرائيليون (بيت شيمش).
وتم العثور على الكنيسة ذات الأرضية الفسيفسائية الجميلة، في أعقاب خطط لتوسيع مستوطنة يهودية قريبة يطلق عليها (موشاف نيس هاريم)، اسست عام 1950 من قبل يهود مهاجرين من كردستان.
ويقع الموقع الذي عثر فيه على الكنيسة، وسط غابة من البلوط والمدرجات الزراعية، تمتد إلى نحو 15 دونما، ووفقا لعالم الآثار دانيال عين مور، مدير التنقيب في الموقع باسم سلطة الآثار الإسرائيلية، فانه قبل البدء بعمليات الحفر والكشف عن الكنيسة، غطت الموقع كميات من الفخار البيزنطي، والآلاف من قطع الفسيفساء.
وخلال الفترة الأولى من موسم الحفر (تشرين الثاني 2008)، تم الكشف على مدخل الكنيسة الواسع، وعن أرضية فسيفسائية وصفها مور بـ "المذهلة".
وتمثل هذه الأرضية، أو السجادة الفسيفسائية الملونة، أنماطا هندسية متداخلة، وبراعم زهور، ولكن للأسف، فانه في نهاية أعمال الحفر، تم تشويه الفسيفساء من قبل من وصفتهم سلطة الآثار الإسرائيلية في بيان لها بـ "المخربين غير المعروفين" دون إعطاء أية تفاصيل، أو الحديث عن احتمال تعرضها للتخريب، من قبل المستوطنين اليهود، المجاورين للموقع، لأسباب قد تكون دينية، أو عدم الرغبة في الكشف عن أثار لا تتعلق باليهود بالقرب من مستوطنتهم.
وتم أيضا الكشف، عن معصرة نبيذ، تتكون من مستويين علوييين، تم فيهما تصنيع النبيذ بطريقة معقدة، وحسب عالم الآثار مور، فان ذلك يدل على وجود صناعة نبيذ مزدهرة في الموقع، وهو ما يتسق مع ما هو معروف من وجود مهم للأديرة البيزنطية في المنطقة خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين.
وخلال موسم التنقيب الحالي في الموقع، تم الكشف عن أجزاء أخرى من الكنيسة، كمنطقة المحراب، وكذلك أجزاء أخرى من الجناح الجنوبي، وغرفتين في الجانبين الشمالي والجنوبي للكنيسة.
وعثر في الغرفة الشمالية، على سجادة فسيفسائية أخرى، مزينة بأنماط مختلفة من الدوائر المتشابكة، وعليها نقش كتابي باليونانية القديمة، ترجمه الدكتور ليا دي سيجني من الجامعة العبرية، ويتضح انه مكرس لمجموعة من النبلاء الطالبين حماية الرب.
وعلى الأغلب، فانه تم هجر الكنيسة في مرحلة لاحقة، وتدمير بعض النقوش على الأرضيات الفسيفسائية، وتشهد المنشات الصناعية التي عثر عليها في المكان، من خلال التغير على طبيعة البنايات، على فترة الانتقال بين انتهاء العهد البيزنطي، وبداية الفترة الإسلامية المبكرة (القرن السابع الميلادي).
وعن أهمية الكشف عن هذه الكنيسة قال مور "نحن نعلم عن الكنائس والأديرة البيزنطية التي تقع في المنطقة المحيطة، واكتشاف هذه الكنيسة يكمل معرفتنا عن طبيعة الاستيطان المسيحي البيزنطي في المناطق الريفية والمدن الرئيسة في هذا الجزء من البلاد، ومنها بيت جبرين، وعمواس، والقدس".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق