يصر ظاهر النجوم (30)
عاما، على تحدي صعاب كثيرة، للصمود في وادي القلط، الذي يشكل نهرا متدفقا، في برية
القدس شبه القاحلة.
ويضع النجوم، عربة
يبيع عليها مشروبات ساخنة ومنعشة، لزوّار وادي القلط، قرب عين القلط إحدى ثلاث
عيون، منحت الوادي الحياة.
وتطارد سلطات
الاحتلال النجوم وعربته، ولكنه كما يقول سيستمر في عمله رغم الصعاب. ويفتقد وادي
القلط، الذي حولته سلطات الاحتلال إلى محمية طبيعية، وبعض أجزائه، إلى واحدة ممن
تسمى (الحدائق الوطنية) إلى مثل عربة النجوم، لخدمة زوار الوادي خصوصا في شهور
الربيع.
يقول النجوم، بأنه في
العام الماضي، فكر باستحداث عربة البيع هذه خصوصا وانه يقطن في الوادي قرب عين
القلط، ويرى حاجة الزوار لمثل هذه الخدمات، ولكن سلطات الاحتلال تعرضت له أكثر من
مرة، ولكن هذا لم يثنه عن إعادة المحاولة هذا العام.
وتستهدف سلطات
الاحتلال المجموعات البدوية التي تقطن الوادي، وتسعى لطردهم من المكان، بوسائل
عديدة، وفي بداية الشهر الجاري، هدمت سلطات الاحتلال عدة منازل مبنية من الزينكو
في الوادي تعود لعائلة النجوم.
وحسب تقرير لمركز
المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) فان قوات
الاحتلال هدمت المباني السكنية وحظائر الأغنام لثلاث عائلات بين منطقتين تبعدان عن
بعضهما البعض نحو 300 متر. ومجموع ما هُدم هو أربعة مبان سكنية مبنيّة من الخشب
والصفيح، أقام فيها 34 شخصا، بينهم 21 قاصرًا، إضافة لمبنى سكنيّ مأهول بشكل
موسميّ فقط وكان خاليًا أثناء عملية الهدم، وحظيرتا أغنام. وصادرت قوات الاحتلال الأخشاب
التي كانت معدّة للتدفئة، وسلك شائك للأغنام وأدوات لإطعام وسقي الأغنام.
وأعادت إحدى
العائلات، بناء بركسين للنوم، ولاستخدام الأغنام، وقالت إحدى السيدات لمراسلنا،
بان العائلات التي استهدفتها قوات الاحتلال بهدم منازلها، تقطن في الوادي منذ أكثر
من أربعين عاما، وان لا خيار أمامها سوى الصمود في موطنها.
ودرست سلطات
الاحتلال، خلال السنوات الماضية، إمكانية إغلاق وادي القلط، وبناء جدار حوله، إلا
ان اعتراضات المؤسسات البيئية الإسرائيلية حال دون ذلك، حماية للتنوع الحيواني في
المنطقة.
وبنت سلطات الاحتلال
عدة مستوطنات حول الوادي، وعزلت التجمعات البدوية الفلسطينية، وتواصل ممارسة
سياسية التهجير البطيء الممنهج بحقها.
يقول ظاهر النجوم:
"أُقاوم على طريقتي، وأتمسك بحقي في الوجود في أرضي، ومسكني، ببيع عصير
البرتقال، والمشروبات الساخنة، لن أذهب إلى أي مكان، ولن أغادر".
ولقيت مبادرة النجوم
ترحيبا من زوار عرب وأجانب لوادي القلط، واعتبروا بأن ما يقدمه من خدمات للزوار،
مهم، بالإضافة إلى إمكانية ما يقدمه من معلومات لهم تفيدهم بالتجوال في الوادي.