أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 16 أكتوبر 2025

كتيبة الأقلام!


 

تجاوزت إبداعات الكتَّاب المحررين: كميل أبو حنيش، وباسم خندقجي، وناصر أبو سرور، وأحمد عارضة، وخليل أبو عرام، وغيرهم، جدران السجون، التي أغلقت عليها سنوات طويلة حتَّى حرَّرتهم غزة. ولم تحل هذه الجدران، بينهم وبين تطوير إبداعهم، في فعل مقاومة للسجن وشروطه.

قُدّر لي معرفة العم صالح، بابتسامته الشغوفة آملا وصبرا وتحديا، وشغفا بمقالات ابنه وكتاباته. ولكنَّه ترجل في وسط الطريق، ولم يعش ليرى باسم حرًا. وأكملت العائلة المناضلة المحبة رعاية الحلم.

حاربت مزيونة الموت، محاولة تطبيق قرار ناصر، بأن لا تموت قبل رؤيته حرا، ولكنها ترجلت في الثاني من آب الماضي، بعد صمود طويل وتربية الأمل.

باسم وناصر وكميل، أنرتم دروبنا! نفتقد في هذه اللحظات وليد دقة وآخرين.

#وليد_دقة #باسم_خندقجي #كميل_أبو_حنيش #ناصر_أبو_سرور #أحمد_عارضة #خليل_أبو_عرام #أسامة_العيسة

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

قصّة «سامري شرير» اختار المقاومة


 

أخذ صدقة السامري مكانه قرب الخندق الصغير المخصّص لذبح الخراف في عيد الفسح، أهم أعياد السامريين. بدا بلباسه الأبيض وطربوشه الأحمر، مختلفاً. اغرورقت عيناه بدموع جهد لخنقها، حين هبّت نسمة باردة على جبل جرزيم، أقدس مكان للسامريين، الذين يسمّونه جبل الطور. تذكّر صدقة ولده نادر. وسرح بالتاريخ الطويل الذي لا يزال يتحكّم في رجال ونساء، اختاروا أن يكونوا ضمن أصغر طائفة على وجه الأرض، يقدّر عددها بنحو 750 نسمة، نصفهم تقريباً يعيش على الجبل المطل على مدينة نابلس، والنصف الآخر في حولون قرب تل أبيب. وقف صدقة لنحر خروف العائلة، كما فعلت 48 عائلة، وفعل أجداده منذ ثلاثة آلاف سنة كما يعتقد. وإذا كان السامريون يذكرون الله بكثرة لتحريرهم من عبودية الفراعنة، فإن صدقة لم يستطع إبعاد صورة ابنه نادر عن ذهنه، الغائب منذ سبع سنوات.

نشأ نادر على جبل جرزيم، الجبل المهيب المطل على نابلس، الذي تعتلي قمته بقايا آثار حضارات مختلفة، من مذبح إسحق، وهو عبارة عن صخرة محفورة يعود عمرها إلى نحو 4500 عام، بحسب اعتقاد السامريين. ومقام الاثني عشر، أسباط بني إسرائيل، إلى بقايا الكنائس البيزنطية حتى مقام الشيخ غانم الإسلامي، الذي يعود إلى العصر الأيوبي، ويرفرف عليه علم إسرائيلي.

وكأبناء السامريين الذين يعيشون على جبل جرزيم، تعلّم نادر في مدارس نابلس، وشبّ في طرقها، ثم درس علم الآثار في جامعة النجاح. وفي وقت لاحق حدّد خياراته، التي ظهرت جليّةً خلال انتفاضة الأقصى، وأصبح قائداً لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في نابلس، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

نشط نادر مع الجبهة الشعبية في جامعة النجاح، وعُرف كقارئ نهم «لا يترك الكتاب من يده»، كما يقول والده بفخر. وأيضاً كفنان في الخط العربي، جعل والده يصفه بأنه صاحب «يدين تلتفّان بالذهب». خطَّ نادر لافتات التنظيمات الفلسطينية، لشهرته كخطّاط، ووزع البيانات إلى أن «حمل السلاح مع أبرز أبناء جيله في نابلس، كالشهيدين يامن فرج وجهاد العالول». الأول هو أحد أبرز المقاومين الذين اغتالهم الاحتلال، والأخير هو ابن محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي حضر الاحتفال بالفسح وجلس إلى جانب الشخصيات المدعوة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في مشهد أثار الكثير من المفارقات لدى الحضور، الذين رأوا شخصيات مثل العالول وغيرهم، يجلسون ويتبادلون الحديث والنكات مع ضباط في جيش الاحتلال، من دون اعتراض على فرض مراسم الاحتفال تحت العلم الإسرائيلي. صدقة السامري، الذي ابتعد عن أجواء الشخصيات، قال «كان الشهيد جهاد العالول على خلاف كبير مع والده، أنا أعرف ذلك»، مشيراً إلى أن «استشهاد العالول أثر كثيراً في ابنه نادر، الأمر الذي ضاعف نشاطه، وجعله يدخل المقاومة دخولاً عنيفاً». لائحة الاتهام التي وجّهتها النيابة العسكرية لنادر طويلة، وتتضمن 35 بنداً، بينها اتهامه بتدبير هجوم على حاجز عسكري إسرائيلي أدّى إلى مقتل جنديّين، وتدبير عملية استشهادية على حاجز الحمرا في غور الأردن، وغيرهما.

تنتاب صدقة السامري مشاعر مختلطة إزاء خيارات ابنه، من الفخر بشخصيّته، إلى عدم موافقته على ما فعله. وقال «إذا أردتني أن أتحدث بصراحة عن مشاعري، فإننا كسامريّين طائفة قليلة العدد. اليهود يعدّوننا عرباً، والعرب يعدّوننا يهوداً. نحن جميعاً كفلسطينيّين قشة في مهب ريح مصالح الدول الكبرى، وعندما وجدت أنّ ابني بدأ يميل للنشاطات العنيفة، نصحته وقلت له اترك هذا الأمر. لو حررت القدس فستبقى يهودياً، لكنّه تحوّل إلى شيوعي عنيد». وأضاف «لكونه سامرياً مقاوماً، كثّف الإسرائيليّون مساعيهم حتى ألقوا القبض عليه. وبعد 7 سنوات سجن، لم يتأثر، ولم تتزعزع عقيدته، رغم حداثة سنه، فهو من مواليد عام 1977». خلال محاكمته، بدا نادر متمسكاً بمبادئه، ورفض الوقوف للقاضي في قاعة المحكمة. وحين أصدر الأخير حكماً على نادر بالسجن أربع مؤبّدات، ردّ عليه بشتيمة كبيرة، فزاد القاضي الحكم ليصبح ستة مؤبّدات و45 عاماً. هذه شهادة والده صدقة، الذي يحكي بين حرقة وخوف وفخر.

ويضيف صدقة، الذي يزور ابنه مع أهالي أسرى القدس، أنّ «نادر يتابع نضاله على طريقته في السجن. هو يواصل تثقيف نفسه، ويُعدّ مؤطراً ضمن تنظيمه، ويكمل دراسته الجامعية. لقد قال لي السجّانون إنهم يعتقلون دماغاً لا جسداًَ».

وأخيراً، عزل نادر في زنزانة انفرادية، بعد اتهامه بتلقّي رسالة داخلية من الأسير أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية. وقبل اعتقال نادر الذي أصبح «سامرياً شريراً» في نظر قوات الاحتلال، اعتقلت هذه الأخيرة شاباً سامرياً آخر هو كريم اسحق عمران الكاهن، بتهمة نقل منفّذ عملية استشهادية. ورفضت وساطات شخصيات سامرية للإفراج عنه. لذلك، فإنه ليس لدى والد نادر أيّ أمل في الإفراج عن ابنه، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال «أرادت الانتقام من ابنه ليكون عبرة لأيّ سامري».

وتجد نظرية صدقة الانتقامية أنصاراً بين أبناء الطائفة المحاصرة بحاجز عسكري إسرائيلي على مدخل جبل جرزيم. إذ لا يُسمح لأيّ فلسطيني بزيارتها إلّا بموجب ترتيبات خاصة. ويفتح هذا الحاجز في السابعة صباحاً ويغلق في السابعة مساءً، ما أدى إلى عزلهم عن محيطهم الفلسطيني، كما ترى بدوية الكاهن، الصحافية التي تعمل في وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية. أمر دفع بيعقوب عبد الله السامري، الناشط السابق في «فتح»، إلى تأسيس جمعية الأسطورة السامرية، في محاولة منه لكسر هذه العزلة.

من هم السامريون؟ يعدّ السامريون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، أنفسهم فلسطينيّون. فطوال فترة وجودهم، عاشوا مع الفلسطينيّين في مدينة نابلس، ولهم محالّهم التجارية فيها حتى اليوم. وكانوا يتمتعون بتمثيل نيابي في المجلس التشريعي الفلسطيني، إذ أعطاهم الرئيس الراحل ياسر عرفات مقعداً تحت نظام الكوتا، إلا أنه جرى إلغاء هذا الكرسي بعد وفاته.

في المقابل، يعدّ اليهود كل سامري نجساً، هو وطعامه وعبادته. حتى إنّ لفظ كلمة سامري ينجس اليهود، باعتبار أن العرق اليهودي فيهم اختلط بغير اليهود. كما أنهم يسعون إلى تجنّبهم، فهم لا يكلمونهم ولا يمرّون في أحيائهم.

https://www.al-akhbar.com/Arab/109140

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

الثلاثاء المقبل!


آخر فعالية ثقافية في مكتبة تنوين، كانت يوم السادس من أكتوبر، قبل طوفان السابع بيوم.

يتجدَّد السيمرج، وتنمو أجنحته. الطيور، في رحلتها الطويلة أدركت أنَّها الطائر الذي لا يموت، تقود متفردة.

رفقة المثقف العضوي عزِّة العَزِّة، الذي سيقدم الرواية.

#بنت_من_القدس_الجديدة

#مكتبة_تنوين

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

 

الاثنين، 13 أكتوبر 2025

السامري الطيب!


 


تحرَّر اليوم الرفيق نادر صدقة السامري. من المؤسف أن والده السامري الطيب غادرنا، ولن يتمكَّن من عيش لحظة انتظرها.

سمعت عن نادر، ولكنَّني لم أعرفه. تعرَّفت على والده صدقة السامري، وهو صاحب نكتة وبديهة، تمنى دائمًا أن يرى لحظة الإفراج عن ابنه الذي حكم ستة مؤبدات و45 عامًا.

هذه الصورة على جبل جرزيم، ضحكة على قفشة سامرية، ولكن لم أتوقع أن تظهر في الصورة، التي تبدو فيها الزميلة بدوية السامري، بعدسة الفنان حسن قمحية (28-4-2010).

#نادر_صدقة

#حسن_قمحية

#أسامة_العيسة

الأحد، 12 أكتوبر 2025

غرافيتي فلسطين














 

في نابلس!


صورة من دار الشامل في نابلس. حطَّت بنت القدس، على رفوف جبل النَّار.

يعلن بكر، ولا أعرف حزينًا أم سعيدًا أم بين البينين، طلبًا مفاجئًا على الرواية الممنوعة في الأردن؛ الإنجيل المنحول لزانية المعبد.

بين البينين والميلين والروايتين، تمضي حياة بين الحواجز والبنادق والزنابق، التي بدأت تعلن عن نفسها، لتظهر في ربيع آت!

#دار_الشامل_للنشر_والتوزيع #بنت_من_القدس_الجديدة #منشورات_المتوسط #الإنجيل_المنحول_لزانية_المعبد #المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر #أسامة_العيسة

 

السبت، 11 أكتوبر 2025

يوم قصير!




 


التقيب، صباح يوم الاثنين، في التراسنطة، راهبًا شابًا من إِعبلين، في افطار مدرسيِّ ثقافيِّ، أحضر فيها المعلم المثقَّف عَزَّة العَزَّة، أكثر من 250 قرية فلسطينيَّة، منها إِعبلين، التي زرتها في يوم شتوي قبل انتفاضة الأقصى الكبرى، وما زلت أذكر الدخول الأسطوري لحيفا، تحت رذاذ الأمطار النازلة من سماوات سبع، تربت على قلوب العاشقين. حيفا أكثر من مدينة، وجسد، وروح، صغيرة بحر، زاحمت يافا، ولكنَّها تعالت على لقب ممجوج كعروسة البحر.

أظن أنَّ العزيز تحسين، كتب عن زيارتنا تلك، وغيرها، في كتابه الذي فاز بجائزة ابن بطوطة، في واحدة من تلك السنوات.

في المساء، من رصيف على شارع القدس- الخليل، انضممت إلى نادي قُرَّاء إِعبلين، متطفلًا على خدمة نت مجانيَّة لواحدٍ من البنوك، حائزًا على الشرف الإعبليني، من صباح اليوم ومسائه.

يمكن أن يكون لبنوك رأسماليَّة الكوارث فوائد، في أوَّل يوم فصل خدمة الانترنت، وهو يوم تاريخيِّ، كشارعي التاريخي، يؤرخ لانضمامي التاريخي لنادي مفاليس، ما بعد السابع. جيد أنني صمدت عامين مترنحًا.

أوقفني محمد قبل اللقاء، ليذكِّرني، ونحن على الشارع التاريخي، كيف دخل يوم الخامس من أكتوبر تاريخنا المشترك، التقينا في الخامس منه قبل سابعه على تل قريتنا المهجَّرة، عندما مرغ وجهه بتراب قريتنا المحنَّى، غادرنها للعودة، يوم الأحد. والتقينا أمس (الأحد) في عزاء العزيز عماد الذي غادرنا مبكرًا، تناقشنا في وضعنا التاريخيِّ، ومفاوضات تقودها قيادة مؤتمنة، ربَّما لأوَّل مرَّة في تاريخ شعب تفرِّط قياداته، لكنَّه لا يهزم.

ما يميِّز قُرَّاء إِعبلين، مثل نادي القُّرَّاء في طمرة، البعد عن المهرجانية الاحتفائية الترويجية، ومثالب المؤتمرية والشللية والبروباغندا الإعلامية، كحال الكثير من النوادي الثقافية، التي تجعل نشاطها الثقافي المجامل، مقرفًا، وربما مدمرًا. لا أعرف هل يحتفون بالأدب أم بأنفسهم؟

وكما يمكن أن نلمس من تشكرات الكتَّاب، للقراءات العميقة لكتبهم، لماذا يُشكر الكُّتاب؟ هي هي عقد نقص؟ إذا لا بد من تشكرات، فلتكن للكتَّاب، بروليتاريا عصرنا. وماذا عن القراءات غير العميقة؟ أظنها من تستحق الشكر.

ناقشني قرَّاء إعبلين، وقارئاتها، بمبادرة من العزيز معين عوَّاد، الذي رتب اللقاء، في رواية جسر على نهر الأردن، الذي اختزن تاريخا، وحكايات أساطير، بما ينافس ما جرى تحته من مياه.

نقاش حول الشخوص والخيانات والهزيمة والكرامة، والأهم في الأدب. عدت مشيًا، على شارعي، إلى مخيمي. شعرت كم كان يومي المفعم، قصيرًا!

#جسر_على_نهر_الأردن #إِعبلين #معين_عواد #تحسين_يقين #أسامة_العيسة

الجمعة، 10 أكتوبر 2025

غرافيتي فلسطين





















 

لماذا مروان؟


 


لماذا تصرّ حماس على إطلاق سراح مروان البرغوثي؟ هذا سؤال شغل على الأقل. محللة سياسية تستضاف على راديو أجيال، يسبقها حرف الدال. أوَّل أمس الأربعاء (المقابلة على موقع الراديو على الفيس).

بدى أن زعل المحللة على عدم دعوة السلطة للمشاركة في مفاوضات الشرم، سيصيبها بجلطة، فتحوَّلت من محللة إلى مُحرمة على حماس، بعد أن كشفت أن الحركة تصرّ على إطلاق سراح البرغوثي لأنَّها تريد تغيير قيادة السلطة. نبهها المذيع إلى حساسية الموضوع، فقالت: لماذا تصرَّ حماس على إطلاق البرغوثي؟ نحن نحلل فقط! صحيح؟ كان على حماس ألا تصرّ!

بعد كشف المُحرمة لنوايا حماس الخبيثة، اعتقدت أنَّه علينا رفع الصوت عاليًا لإبقاء مروان في السجن. المهم لبس مروان، وانما القيادة المؤتممة والمجربة، التي، بالمناسبة، رحبت بنتائج اتفاق الشرم.

يوم أمس الخميس، فقد تخطيطنا برفع الصوت ضد مروان، جدواه. هذه المرة أعفانا نتنياهو من ذلك، معلنا مكتبه بقاء مروان في السجن.

من يخاف مروان؟ ولماذا يجب أن يخاف من يخافه؟ مش عارف، أمَّا بالنسبة للمحللين والمحللات، والصحافة والإذاعات، فلا أدعو إلى رد القضاء، إنما اللطف فيه!

#مروان_البرغوثي

#أسامة_العيسة