أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 24 يونيو 2023

فلسطين بدون قوس قزح!


 


رأيت هذه اللوحة مرات عدةفي ميدان السينما بمدينة بيت لحم التي انتهى زمنها الليبرالي قبل إيناعه. تُحصي عدد الأسرى في سجون الاحتلال، وتفصِّل فئاتهم. لفتني الرمز الذي يشير إلى المرأة الأسيرة. نحو من تنميط لما عليه المرأة المناضلة الأسيرة، أو ما يجب أن تكون عليه، في ظل مناخ ديني مهيمن.

بعد الاحتلال الحزيراني، كانت الأفواج الأولى من المناضلات الأسيرات من المثقفات، بخلفيات وطنية وقومية ويسارية، اللواتي يرتدن التنانير، والقمصان القصيرة. لم يتسع التنميط آنذاك لمناضلات بالأثواب التقليدية المطرزة، جربن زنازين الاعتقال.

تغيَّر نمط المرأة المناضلة سريعًا، وتراجعت التنانير مع توسع المواجهة مع الاحتلال. لعبت الطالبات دورًا مهما، واستبدلت بناطيل الجينز، الأكثر ثورية بالتنانير ذات الإيحاء المخملي البرجوازي، وإن لم يكن الإيحاء دائمًا صحيحًا.

استمر الجينز والقمصان القصيرة، إضافة إلى الوان متعددة للكوفية، تنميطًا للمرأة المناضلة ذات المناخات الوطنية-اليسارية، ولكن حتَّى في ذهنية مصممي اللوحة التي تستهدف جمهور فلسطيني"لتوعيته" بوضع الأسرى، وهم ليسوا من الإسلاميين، يُنمَّط شكل الأسيرة بحيث تبدو بحجاب بعيد عن الثقافة الفلسطينية المحلية وغريبًا عنها، في إقصاء لأي رمز آخر. ربَّما كان الأفضل أن يشي الرمز، بهوية الأسيرة الوطنية المحلية. فهذا الرمز لا يشير، منذ أوَّل وهلة ونهايتها، إلى امرأة فلسطينية، بغض النظر عن هويتها الحزبية.

ليس مثل المرأة، يمكن أن تكون موضوعًا للتنميط، من التنانير إلى الحجاب والبرقع، ولكن في حالاتها كلها، فإن المنمطين من الأيديولوجيات المختلفة، سيستغلون كل وهدة، لحبس المرأة في نمطيتهم، وتحديدها كفاعل لا يتصدر. المرأة خارج أقواس قزح الثورية! ربما لا توجد في الثورة اقواس قزح. وكذلك منمطوها، الذين تحدد هوياتهم السياسية من قطع قماش رديء في الغالب، يتمرجح على الكتفين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق