كشفت سلطة الآثار الإسرائيلية،
عن ورشة لصنع صابون زيت الزيتون، خلال حفريات أثرية نفذتها السلطة في منطقة رهط في
النقب، في الأسابيع الماضية.
وأعلنت السلطة في
بيان لها، بان الورشة التي كشفت عنها، هي أقدم ورشة لصنع صابون زيت الزيتون يعثر
عليها في البلاد.
وعثر على الورشة داخل
بيت أثري يعود للفترة الإسلامية قبل نحو 1200 عام، وهذه المرة الأولى التي تكشف
فيها الحفريات الأثرية في فلسطين، عن ورشة لتصنيع صابون زيت الزيتون بهذا القدم،
مما يسمح بإعادة دراسة تاريخ هذه الصناعة التقليدية التي اشتهرت في فلسطين، وما
زالت موجودة حتى الآن، وعرفت بعض المدن كنابلس كمركز لصناعة هذا الصابون، الذي صُدّر
باسمها إلى الخارج. وأدخل المصنّعون في المدينة تطويرا على الصابون النابلسي،
ليواكب تطورات صناعة الصابون إقليميا وعالميا، ويصمد في المنافسة أمام أنواع لا
حصر لها من الصابون، وسوائل التنظيف.
ويظهر من خلال
البقايا الأثرية، مراحل صنع صابون زيت الزيتون قديما، حيث كان يحضر الخليط من زيت
الزيتون يضاف اليه رماد شجرة العراد والتي تحتوي على البوتاس والماء، ويطهى نحو
سبعة أيام، ثم يفرغ في حوض لمدة عشرة أيام، حتى يأخذ شكله الصلب، فيقطع، ويصبح
جاهزا للاستخدام.
وحسب مدير التنقيب في
الموقع د. ايلينا كوجان - زهافي، يبدو أن أصحاب الموقع صنعوا الصابون للاستخدام
الذاتي والبيع في المنطقة، وقد تكون هذه التجارة هي مصدر ثرائهم، كما يمكن
استشفافه من نتائج الحفريات التي تخبرنا عن الحياة اليومية للسكان، حيث عثر على أدوات
تسلية قديمة، كاللعبة المعروفة اثريا باسم الطاحونة، والتي ما زالت تمارس في بعض
البلدان العربية حتى الآن، وإن بأشكال مختلفة، وبأسماء متعددة، إلا أنها ما زالت
معروفة في بعض الدول باسم الطاحونة.
وأدرك الإنسان، منذ
زمن فوائد صابون زيت الزيتون، وفي فلسطين، حيث يكتسب زيت الزيتون أهمية خاصة،
استخدم الصابون المصنع من هذه الزيت، على نطاق واسع.
واكتسب زيت الزيتون
مكانة اقتصادية مهمة في فلسطين، وكذلك دينية، حيث أسبغت عليه صفات مقدسة، واستخدم
في مسح الأنبياء والأبطال الشعبيين، وذكر في الكتب المقدسة.
ومن الواضح، كما يشير
اكتشاف ورشة الصابون في رهط، إلى أن الفاتحين العرب المسلمين، حافظوا على مكانة
زيت الزيتون، وهم يندمجون في النسيج الفلسطيني.