يكذب أحمد جبريل
قليلاً وهذا، بالنسبة لي، مؤكد، وربما يكذب كثيرًا، وقد يحتاج هذا لجهد يؤكده، وما
بين الكَذبين، يرمي أبو جهاد أحمد، وهو الاسم الترميزي الخاص بقائد القيادة
العامة، في قائمة آباء الجهاد الفلسطينيين، بشذرات مواقف ملتبسة في قضايا بالنسبة
لمعظم الفلسطينيين، غير قادرة، شمس الظهيرة، على تغطيتها.
يتحدث أبو جهاد أحمد،
بوصف وكيلاً نضاليًا لنظام الأسد، في قناة الميادين، وكيلة الإعلام الممانع، عن
موقف النظام إزاء مجزرة تل الزعتر.
يقول، بان قوات الجيش
السوري رابطت على بعد 5-6 كلم من مخيم تل الزعتر المحاصر، بفاشيي المارونية
السياسية، وكان بإمكان الجيش العربيّ صاحب الرسالة الخالدة، التدخل، لمنع المجزرة،
ولكنّه اكتفى بالتفرج، ولسان حاله إزاء حال 40 ألفا من الفلسطينيين والعرب داخل
المخيم، متشفيًا بالقيادة الفلسطينية التي ناصبته العداء: فليذوقوا مرارة غيرنا.
يقر أبو جهاد أحمد
بالرقم خمسة آلاف، ضحايا المجزرة. كم عدد السوريين منهم؟ لماذا لم يتدخل جيش الأسد،
بحكم الولاية، لإخراجهم، وإنقاذهم، ليصبح الموت فلسطينيًا خالصًا، وهو ما يوافق
رؤى، غير معلنة، لدى قيادة منظمة التحرير التي بحثت عن مجزرة، لتملك أيضًا
هولكوستها. الهولوكست، كما عند غيرنا، يمكن، أن يكون يد قيادتنا الأمينة والحكيمة،
ورقة تلوح بها. مخضبة بدماءٍ حمراء خالصة.
كم عدد الضحايا من
حلفاء الأسد، داخل تل الزعتر، من وكلاء فلسطينيين، كعناصر جبريل، والصاعقة؟
الوكلاء أيضًا يمكن أن يُضحى بهم.
يشعر جبريل بحزنٍ،
على الضحايا، محملاً، أبو عمّار، وأبو الميساء، وأبو النوف، وقائمة أخرى من الأبوات،
مسؤولية المجزرة، لأنهم رفضوا اقتراحه الذهاب إلى دمشق، ومقابلة بطريرك آخر، الأسد
الأب.
لن يُتوقع، من لبنان،
السيّد والمستقل، أن يجري تحقيقًا في المجزرة، ليس من أجل الضحايا، ولكنّه، ليصبح
فعلاً مستقلاً وسيّدًا، وستبقى ميليشيا الإجرام، تعمل وفق قانونه، ورموزها في
مناصب القيادة.
الاسم الترميزي
للوكيل النضالي، يحتاج أيضًا لعدة، كجاكت الجلد، والشارب الثوري، والشعر الراقص،
واللسان المفرعن، القادر على الاقتراب، بين كَذبين، من ذكرى مجزرة، ليخرج القليل
مما يحفظ المسافة بين المجرم والوكيل.