القدس بين
اغتيالين..!!
ظهيرة يوم
الجمعة 12-6-1936، أطلق مقاومان، فرب باب الأسباط بالقدس، النار على آلان سيكرست،
مساعد مدير البوليس البريطاني في تلك الفترة، والذي ضايق الناس بقمعه الوحشي. خطط
الاثنان لاغتياله، بعد دراسة تحركاته
استشهد أحدهما
وهو سامي الأنصاري (18) عاما، بعد اصابته بجراح ونقله إلى المستشفى، ويعتقد بان
البريطانيين قتلوه بعد استجوابه.
تمكن بهجت أبو
غربية (20) عاما، من الهرب، والذي عاش حياة مديدة لم ينس فيها صديقه الشهيد الذي
شارك أيضا في عمليات فدائية قبل محاولة الاغتيال، مثل الهجوم على سينما اديسون في
ايار 1936م والذي أسفر عن مقل ثلاثة من اليهود، انتقاما لاغتيال صديقه محمود
التميمي، على يد مجموعة صهيونية.
تحرك الأنصاري
وأبو غربية بمفردهما، وكانا على خلاف مع موقف القيادة التقليدية، التي كانت تفاوض
الانجليز في لندن على انهاء الثورة.
في فجر
30-10-2014م، يبدو ان معتز حجازي (31) عاما، خطط ونفذ (حسب الرواية الإسرائيلية) محاولة
لاغتيال الحاخام يهودا غليك، الذي ضايقت ممارسته الناس في القدس.
اغتالت قوات
الاحتلال بدم بارد، معتز حجازي، الذي يعتقد انه تحرك بمفرده، وعلى خلاف القيادة
التقليدية، وسياستها في إدارة الصراع.
حجازي له
تجربة نضالية سابقة وامضى في سجون الاحتلال 11 عاما، وبعد استشهاده، قرات عن
فصيلين، حتى الان، نسباه إليهما.
اسلوب تنفيذ
الاغتيالين، في شوارع القدس، يغري بالكثير من المقارنات..!
يمكن تأمل ما
كتبه خليل السكاكيني في يومياته، حول محاولة اغتيال سيكرست، وقراءة ما يمكن ان
يكتبه متأمل الان، يعيش في منزل مطل على القدس، في محاولة اغتيال يهودا غليك، بعد
سنوات، ليشعر من سياتي بعدنا، بانه لم تتغير أشياء كثيرة. القدس هي مدينة التكرار
الدامي. يبرز من بين شعبها، أمثال الأنصاري وحجازي، تحتفل بهما المدينة كقرابين،
ثم يعود شعبها ليهتف بحياة أفنديتها، وعشائرها الفصائلية.
لوّ كنت أعرف
معتز، أو أعلم بما هو مقدم عليه، لهمست في أذنيه، ليوفر دمه الأغلى، من كل هؤلاء
الكثر الذين يرقصون على دماء القرابين.
سيكرست لم يمت
وتوفي في عام 1983، ويهودا غليك لم يمت حتى الان..!!