الراوية
يُخَربشها: أسامة العيسة
الثلاثاء، 15 يوليو 2025
رأيتُ القدس/ وهيبة زيَّاد
من ناصرة الجليل، وناصرة الدنيا:
" أنهيت قراءتها قبل يومين، رأيت القدس من خلالها، وكأني لم أزرها
أبدا، أستطيع ان أعتبرها وثيقة تاريخيَّة بعيون فلسطينيَّة".
#وهيبة_زيَّاد
#سماء_القدس_السابعة
#منشورات_المتوسط
#أسامة_العيسة
السبت، 12 يوليو 2025
هويتي المتسعة/ واجد النوباني
مرة
أخرى، يواصل الكاتب أسامة العيسة محاولاته الناجحة في استنهاض أيام هلنستية
رومانية بيزنطية صليبية عربية مبكرة، وعربية متأخرة لا تختلف عن سابقتها..! يميل
الكاتب الذي ولد لأسرة قروية زراعية من جبال القدس، يميل بكثرة لاستخدام مصطلحات
من الحياة المسيحية وتراثها، ولا تنفك لغته عن ارتباطها بتداخل حضارة جذورنا
البيزنطية مع الحضارة الاسلامية، وكلتاهما بنظره الواقعي امتداد لسلسلة حضارات
قديمة وديانات ومذاهب تأسست أو تطورت في هذه البلاد "المشرقية".
بالنسبة
لي، تربطني صلة قرابة تصل لجد يطوف بالبخور حول مذبح قديم في العصر البرونزي، ومثل
جدي القديم ذاك، كان لي جدود كثر عاصروا كل معبد ونبي وكاهن وولي صالح، إن صلتي
الأقوى ترتبط بجد اصطحبني في رحلة لدير في القرن الرابع الميلادي، يُمكن سماع صوت
القديس سابا وهو يهبط من مرتفعات بيت لحم صوب جبال البرية شرقاً، التراتيل
الأرثوذكسية تعلو ويرتد صداها، ذلك الصوت يصعد من كروم التين، العنب، رائحة الزعتر
البري والميرمية في الشّعاب، مغارات القدّيسين، مقامات الأولياء الصالحين، أجراس
وآذان، رعاة ينحدرون عبر وعر التلال.. شيء من الهوية، هويتي، تتسع تفاصيلها، في كل كتب أسامة العيسة.
#واجد_النوباني
#سماء_القدس_السابعة
#منشورات_المتوسط
#أسامة_العيسة
الخميس، 10 يوليو 2025
عندما يرحل إسكافيّ الخليل!
قال
لي الشرقاوي: صاحبنا مات!
رحل
اليوم الحاج عبد الغفار الخياط )أبو عزَّام)، إسكافيّ بلدة الخليل
القديمة، المبتسم الدائم، قيل إنه فقد عينا وسمعه، في عملية قريبا منه. ثمت لوحة
حجرية بالعبرية تؤرخ لمقتل المستوطن سعاديا، قبل سنوات. هل هي يد أبو علي يطا؟ حسب
عقيبا إلدار لم تكشف مخابرات الاحتلال الملابسات. ماذا يعني رحيل إسكافيّ الخليل؟
لا أبو حيَّان ولا جاحظ ولا اسحق شامي في أيَّام التدوين الهجين.
إذا
كانت نابلس دمشق الصغرى، فبلد سيدنا الخليل، هي قاهرة صغرى وكرك كبرى، وأربيل
وسطى. هي: بدو وفلَّاحون وزنج ومدينيون وصوفيون ومعتزلة وتجَّار وكرد وروس وفرس،
وإرث الفرنجة والسريان، وبيزنطة العظمى. يعتقد الصينيون، حتَّى تحرير هذه الكلمات،
أنَّ الخليل، دولة. تؤسس دويلة في الصين العظمى، يخشى الخليليون الوقوع في الحرام،
فمدوا النسب إلى الصينيات النحيلات.
الخليل،
قاهرة إبراهيم باشا قاهر عكا، فقهر ناسها، بسبي فتيانها، ليشكلوا خليليلة القاهرة.
إذا
هوية مصر والشام المتلاقحة، رسخها من وصلوا بلادنا رقيقًا وحكمونا، فإن حواضر
فلسطينية لعبت دورها؛ صفد، وعسقلان، وبلد سيدنا الخليل، والقدس المسورة، التي لم
تكن لتصمد في منعطفاتها التاريخية دون الخلايلة.
لم
تستثمر الصحف الفلسطينية، في صحفيي الخليل، بعكس وكالات الأنباء العالمية، فندرت
القصص المكتوبة.
يبذل
أحمد الحرباوي، جهدًا، مع رفاق ورفيقات. عندما رأيته في ساعة حشر ورص على الجسر
الأردني، رفعت صوتي عاليًا، سائلًا: أين فاطمة النورية، منقذة الخليل، لتنقذنا. ضجك
عاليًا: مش فاطمة، هي فريدة، فريدة النورية.
"حنا
اللي دبينا العسكر بهمة فريدة النورية". أسطر الحرباوي العادي المدهش!
سلامات
يا صاحبي الإسكافيّ!
#عبد_الغفار_الخياط
#يوسف_شرقاوي
#أحمد_الحرباوي
#أسامة_العيسة
الاثنين، 7 يوليو 2025
القصيدة الثلجية!
لا
أعرف إذا كان الثلج في عام 1624م سقط غزيرًا في القدس، مثل علمنا عن الثلج في
الخليل عام 1508م كما يخبرنا مجير الدين الحنبلي أنَّه هطل مدة سبعة أيام متواصلة.
القدس،
أيضًا، هي مدينة العاطلين والأوباش والمتبطلين. ربما يستغرب المرء المهن التي
امتهنوها مثال على ذلك، قراءة قصيدة في المسجد الأقصى.
"في
عام 1624م نظم قاضي القدس محمد أفندي بن محمود الحسيني الشهير بشيخي (ت 1633م)
قصيدته المشهورة بالثلجية وقفا، وكان ممن عينوا في تلك الوظيفة فتح الله بن طه
الديري عام 1653م عوضا عن والده، وأسعد أبو السعود الدقاق بزبزت، الذي تنازل عنها
لأولاد أسعد الدقاق عام 1755م، فاستمرت بأيديهم حتى القرن الثالث عشر
الهجري".
من
هو شيخي هذا؟ يقدمه المحبي في كتابه: نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة، كشاغر
ومدبج ممدوحات وغير ذلك مما يستلزمه وظيفة مثقف في عصره.
لكن
يبدو، أن أكثر ما عرف عنه هو قصيدته الثلجية، التي كانت مشهور في القدس. يقال،
وليس مهما من يقول، أنه نظمها عندما كان قاضيا في بيت لحم، ويقال، أنَّه نظمها
عندما كان قاضيا في القدس، وأظن أن قاضي القدس، كان نفسه قاضي بيت لحم ورام الله
وغيرهما.
يستهلها
بمشهد الثلج يسقط على جبل الزيتون، والحرم القدسي:
ما
الثلجُ ثَجَّ على ذا الطُّورِ والْحَرَمِ ... نُورٌ تجلَّى به الرحمنُ ذو الكرمِ
من
عهدِ مُوسى تجلَّى لا نظيرَ له ... لكنَّه شاملٌ للعُرْبِ والعجَمِ
ومنها:
من
جانبِ الرومِ ضيفٌ قد ألَمَّ بنا ... أنْجَى الخلائقَ من جَدْبٍ ومن ألَمِ
مُنَوَّرُ
الوجهِ شيخٌ من محاسنِه ال ... بيْضَا يفيضُ بوجهِ الْبانِ والعَلَمِ
تأتي
سليمانَ من سُحْبٍ أريكتُه ... فالرِّيح تحملها بالخيْلِ والحَشَمِ
تواضُعاً
وجهُه في الأرضِ محتَشِمٌ ... فمن تخطَّاه قُلْ يا زَلَّةَ القدم
من
الواضح إعجاب القاضي بقصيدته، التي قد يعتبرها الضالعون في الشعر نوعًا من معارضة مع
بردة الإمام البوصيرى، وربَّما أعجب بها الناس، بعد شيوعها، وهي تستحق ذلك بلا شك،
وهذا ما جعله، يجعل لها وقفًا وقراء يقرأونها كل ليلة في المسجد الأقصى، حتى أصبحت
قراءتها تتوارث، وإرث يباع أو يتنازل عنه لعائلة مقدسية أخرى!
ماذا
يفعل ثلج القدس بناسها؟ في آخر سنواته في بغداد، افتقد جبرا إبراهيم جبرا، بشدة،
ثلج القدس، مع كرور السنوات يتحسَّر النَّاس على سنوات الخير الثلجيِّ، معتقدين
أنَّه يتضاءل كل عام!
#جبرا_إبراهيم_جبرا
#لطيفة_الديلمي
#أسامة_العيسة
الجمعة، 4 يوليو 2025
جَدَّتي المتألمة!
في
يوم الخميس 5 أكتوبر 2023م، غادرت تلّ زكريا مع رفيقيّ، على أمل العودة يوم الأحد.
حدث يوم السبت ما هو معروف، وكان ذلك آخر لقاء لي بالتل، إلى عودة قريبة مؤكدة.
في
19 آذار (مارس) 2025م، والعودة إلى قريتي وتلها لم تتحقق، نشرت مجلة الآثار
التوراتية، مقالا عن اكتشاف مذهل خلال الحفريات الاحتلالية، غير الشرعية في التل.
الحديث
عن نوع جديد من التماثيل الصغيرة، بغطاء رأس مُزيّن بالريش، فيه ملامح مع ما اكتشف
من تماثيل سابقة من تماثيل النساء العاريات المصنوعة من الطين الشائعة في مواقع
العصر البرونزي المتأخر في جنوب بلاد الشام.
عُثر
على تمثال تلّ زكريا في موقع دمار يعود تاريخه إلى أواخر القرن الثاني عشر قبل
الميلاد، في ذلك الوقت الذي كان الفلسطينيون قد بدأوا بالفعل بالاستقرار في مدينتي
عقرون وجت (تلّ الصافي) القريبتين. من المحتمل أن الحرفي الذي صنع التمثال استلهم
تصميمه من خوذات الفلسطينيين المزينة بالريش، والتي ربما كانت ترمز إلى قوة
المحاربين وصمودهم. ربطت نصوص الشرق الأدنى القديمة أحيانًا الأمهات الحوامل بالمحاربين
في ساحة المعركة:
المرأة
التي تلد مُغطاة بغبار الموت،
مُغطاة
بغبار المعركة، كعربة،
مُغطاة
بغبار الخفافيش، كمحراث.
تتمدد
في دمها، كمحاربة مُكافحة .
في
نهاية العصر البرونزي المتأخر، وجد حرفيو قريتنا أنفسهم في عالم متغير. فباستخدام
الطين، صنعوا تماثيل تحمل سمات معروفة من تماثيل النساء الشائعة آنذاك، لكنهم
أضافوا إليها عناصر. جديدة، مثل غطاء الرأس الريشي، الذي عبّر عن صفات القوة
والسلطة. لكن يبقى الحزن والألم في عينيّ تمثال واحدة من الجَدَّات، يتمدَّد في
الأزمان، تعبيرًا عن مغالبة مستمرة للسلطات القاهرة.
#تلّ_زكريا
#أسامة_العيسة
الخميس، 3 يوليو 2025
وَقْع الاسم فلسطين!
في
قسم "فيمن خالسته عيون الإماء فأسلمته إلى الفناء وكادت أن تقضي عليه لولا
المداركة بالوفاء" يتحدَّث شيخنا داود الأنطاكي في كتابه: تزيين الأسواق في
أخبار العشّاق عن حبَّابة، التي عشقها يزيد بن عبد الملك، الَّذي سيصبح تاسع
الخلفاء الأمويِّين، وإنَّها كانت تسمى العالية. وهي: "أجمل نساء زمانها قد
حوت اللطافة والمعرفة بالأدب والآلات والغناء وأخذته عن أهله مثل معبد وجميلة وأُمّ
عوف وغيرهم". وتطوَّحت بهما السبل والبلدان.
اقترح
يزيد، يومًا، على سلَّامة وحبَّابة: "أن تغني كل منهما ما في نفسه، ومن أصابت
فلها ما تطلب فغنت سلَّامة فلم تصب وغنت حبَّابة:
خلف
من بني كنانة حولي ... بفلسطين يسرعون الرُّكوبا".
ضربت
حبَّابة، بصوتها، على وتر الشوق والحنين، مستحضرة مجد واحدة من أشهر القبائل
العربيَّة، بينما يضفي اسم فلسطين، إنثيالًا لا ينتهي من الحنين والتأسي.
لم
تطل فترة حكم يزيد، الذي يوصف أنَّ حبه لحبَّابة أودى به، صريع العشق. وذكر الإخباريون
حكايات عشقه المميت، بعد موت حبَّابة.
أما
بالنسبة للبيت المغنى الذي طوَّح بيزيد حنينًا وطربًا، فيمكن الاستئناس بكتاب
الأغاني في أخبار الشاعر الخليع مطيع بن إياس الكناني. والده من أهل فلسطين خرج مع
المدد الذي بعثه عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بالكوفة، فتزوَّج إياس وَوُلِدَ له
مطيع، الذي يصفه أستاذنا أبو فرج الأصفهاني أنَّه كان حاضرَ الجواب وصاحب نادرةٍ،
وأنَّه: "ذات يوم كان جالسًا يُعَدِّدُ بطونَ قريش، ويذكرُ مَآثِرَها
ومفاخرَها، فقيل له: فأين بنو كنانة؟ قال: بفلسطين يُسْرِعونَ الرُّكُوبا، أراد
قولَ عبيد الله بن قيس الرُّقَيَّات :
حِلَقٌ
من بني كنانةَ حولي/ بفلسطينَ يُسْرِعونَ الرُّكوبا".
هكذا
كان وقع اسم فلسطين، كما هو الآن!
يهتف
الشاعر المعاصر: كانت تسمى فلسطين..صارت تسمى فلسطين.
الصورة:
دير ياسين
#داود_الأنطاكي
#أبو_الفرج_الأصفهاني
#أسامة_العييسة
الثلاثاء، 1 يوليو 2025
بيت لحم 1960
وصلت
بعثة مجلة العربيّ الكويتيَّة، بيت لحم لتشهد احتفالات المدينة بأعياد الميلاد،
ونشرت المجلة برئاسة تحريرها الدكتور أحمد زكي، في عدد رقم 26 (كانون الثاني
1961م) استطلاعًا عن البيوت الثلاثة: بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور، ضمن سلسلة
استطلاعات المجلة المشهورة بعنوان: اعرف وطنك أيها العربيِّ.
وصل
مندوبو المجلة الى بيت لحم، آتين من القدس من "الطريق الملتوي
الحلزوني"، والمقصود طريق وادي النار، الذي أصبح يصل بيت لحم بتوأمها القدس
بعد نكبة 1948م، إلى حين استخدام طريق مار الياس. تنقل المجلة عن السائق حسرته
"على أيام زمان، عندما كان يقطع هذه المسافة في خمس دقائق فقط".
لو
بعثت المجلة مندوبًا لها الى المدينة الآن، لقال ما أشبه اليوم بأمسه. بعد عودة
طريق وادي النار مولوجة منذ 30 آذار 1993م.
يذكر
الاستطلاع اسمي الجنديِّين المسلمين، من يتناوبان حراسة كنيسة المهد: محمود سليم
مسلم، ومنصور أسعد سالم.
عدد
سكَّان المدينة، وقت الاستطلاع قفز إلى 20 ألف نسمة، بينما كان 6815 نسمة عام
1921م.
فيما
بدا تندرًا خفيًا، يقول كاتب الاستطلاع المجهول، وهو الآتي من بلد اللؤلؤ، إنَّ
التلحميين يستوردون الصدف، ويسمونه "أم اللؤلؤ".
من
عادة سكان بيت ساحور، تقديم الفقوس بعد انتهاء العشاء. يشعر كاتب الاستطلاع أن
عليه الشرح للقرَّاء، فيشكِّل كلمة الفَقّوُس، وهي "نوع من الخيار".
أظن
أن موسم فقوس بيت ساحور هذا العام، فُقس، ولم تحتفل المدينة به، منذ مأبدة غزة.
يعرِّف
الاستطلاع قرَّاء المجلة، على فندق ايفرست في بيت جالا، حيث يمكن، عند الغروب رؤية
مياه البحر الأبيض. عدد سكان بيت جالا: 7 آلاف، وبيت ساحور: 6 آلاف.
من
صور الاستطلاع الهام، الذي لم تنشر وسائل الإعلام الفلسطينية مثله، مهنيًا، أو صدقًا،
أو في دقة معلوماته، أو إحاطة، أو ثقافة معده، صورة لمن تصفهم بعض شيوخ العشائر مع
الشيخ محمد سالم ذويب نائب المنطقة، وأخرى لسيدات جمعيَّة الاتحاذ النسائيِّ، خلال
بناء مقر الجمعيَّة، بعد جمعهن تبرعات من الكويت.
الصحف
برؤساء تحريرها. رحم الله الدكتور أحمد زكي.
*أُبجِّل
المكرَّم يوسف شرقاوي، لتزويدي المادة الأرشيفية.
*الصورة:
من الاستطلاع؛ تلحمية عام 1960م.
#الدكتور_أحمد_زكي
#يوسف_شرقاوي
#مجلة_العربي
#بيت_لحم
#أسامة_العيسة
الاثنين، 30 يونيو 2025
من خوخات سور القدس/ عمر أبو الهيجاء
عند
العيسة قدرة لافتة في التقاط نبض المدينة من شرايينها الصغيرة، لا من خرائطها
المزوّرة لذا فهي ليست رواية عن فتاة وحسب، بل عن مدينة كاملة تُروى من خلال
الفجوات التي خلفها الاحتلال، ومن خلال تفاصيل الحياة اليومية، والشرسة في صدقها،
والغريبة في واقعها. فنجده يعيد تشكيل ذاكرة الـقـدس، لا من بوابة التاريخ المقدس
أو الحكايات الرسمية، بل من زواياها الهامشية: من خوخات السور، ومن المحاكم، ومن
الشوارع التي تشهد ولا تنطق.
تفاصيل:
#عمر_أبو_الهيجاء
#الدستور_الأردنية
#بنت_من_القدس_الجديدة
#منشورات_المتوسط
#أسامة_العيسة