أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 12 يوليو 2025

هويتي المتسعة/ واجد النوباني


 


مرة أخرى، يواصل الكاتب أسامة العيسة محاولاته الناجحة في استنهاض أيام هلنستية رومانية بيزنطية صليبية عربية مبكرة، وعربية متأخرة لا تختلف عن سابقتها..! يميل الكاتب الذي ولد لأسرة قروية زراعية من جبال القدس، يميل بكثرة لاستخدام مصطلحات من الحياة المسيحية وتراثها، ولا تنفك لغته عن ارتباطها بتداخل حضارة جذورنا البيزنطية مع الحضارة الاسلامية، وكلتاهما بنظره الواقعي امتداد لسلسلة حضارات قديمة وديانات ومذاهب تأسست أو تطورت في هذه البلاد "المشرقية".

بالنسبة لي، تربطني صلة قرابة تصل لجد يطوف بالبخور حول مذبح قديم في العصر البرونزي، ومثل جدي القديم ذاك، كان لي جدود كثر عاصروا كل معبد ونبي وكاهن وولي صالح، إن صلتي الأقوى ترتبط بجد اصطحبني في رحلة لدير في القرن الرابع الميلادي، يُمكن سماع صوت القديس سابا وهو يهبط من مرتفعات بيت لحم صوب جبال البرية شرقاً، التراتيل الأرثوذكسية تعلو ويرتد صداها، ذلك الصوت يصعد من كروم التين، العنب، رائحة الزعتر البري والميرمية في الشّعاب، مغارات القدّيسين، مقامات الأولياء الصالحين، أجراس وآذان، رعاة ينحدرون عبر وعر التلال.. شيء من الهوية، هويتي، تتسع تفاصيلها،  في كل كتب أسامة العيسة.

#واجد_النوباني

#سماء_القدس_السابعة

#منشورات_المتوسط

#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق