أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 8 أغسطس 2025

رياح الأرض المقدَّسة!


 


عشية الانتفاضة الكبرى، وصل دافيد غروسمان إلى قرية وادي فوكين، التي دفعت أثمان موقعها الحدودي. حذره أحد رجالها من جيل النكبة، من الريح الصفراء، التي إذا هبَّت ستأخذ معها العرب واليهود، واقتبس ذلك عنوان كتابه: الزمن الأصفر. الذي جلب له الشهرة. اعتبر كتابه، نبؤة للانتفاضة الكبرى. هذا مهم لبناء سيرة في اليسار الصهيوني المائع.

لم يركن فقط لكتابة الروايات، التي أوصلته إلى جائزة مان بوكر العالمية، بل شارك في الحياة العامة في دويبة الاحتلال، يكتب المقالات ويلقي الخطب. بعد السابع من أكتوبر، طوَّر نظرية اللون الأصفر. بالنسبة لغروسمان، تغيَّر الزمن وأصبح الزمن الأسود.

في يوم الجمعة الأوَّل من شهر آب اللهاب 2025م، نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطاليَّة، مقابلة معه، أعلن فيها: "الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة إبادة جماعية"!

يقدّم غروسمان، رشى لقرائه، الذين يقرأوون أعماله في أكثر من 22 لغة، اعتمادًا جديدًا له كصاحب ضمير يقظ، وفي المقابل يقدِّم رشى لسلاهب فلسطينية وعربية ودولية، مستعدة لتتبع أية هزة ذيل من سلهب مسيطر، والعنوان حل الدولتين، وكواحد، من الصهيونية الليبرالية، يعتقد أنَّه ما زال قادرًا على فرض شروط، يشترط أن تكون الدولة منزوعة السلاح.

لا يدرك غروسمان، أن الريح السابعة تفكيكية طوفانية، تطهر الأرض، وتظهرها، وتوحدها!

#دافيد_غروسمان

#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق