أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 4 نوفمبر 2017

عودة (رسول الإله..) إلى النقب/نعيم خيط














 هناك من يدق له الماضي (يتصل به) فيدع الجواب "للسكرتره الالكترونية" وهناك من يدق للماضي للتواصل معه من أجل دراسته واستيعاب العِبر من أجل الحاضر. هكذا هو الصديق الكاتب أسامة العيسة الذي "يعيش في بلادنا وبلادنا تحيا به" وخير دليل ما نقرأ له من إصدارات لا تخلو من "رائحة الأرض وما تحتها وما فوقها. توجهت مجموعة "رحلات النعيم" إلى شمال غرب النقب حيث حملنا معنا بل حملتنا رواية الأخ الصديق الكاتب أسامة العيسة بعنوان: "رسول الإله إلى الحبيبة" والتي تحدثت في أسلوب شيّق عن مواقع في المنطقة المذكورة، ولا أجمل من أن يحملك الكتاب (والكاتب) إلى أن تتصفحهُ للمرة الثانية في الميدان نفسه .وهذا ما قرأناه: "مقام الشيخ نوران في خربة معين بمحاذاة تل جمه وشمال تل الفارعة، سمى مؤسسو الكيبوتس مغين (מגן) ويعنون بذلك الحماية والدفاع ولكن بدون أن يقصدوا عبرنوا الاسم معين (خربة معين، أضافه من نعيم)، المقام عبارة عن مبنى حجري، أمامه ساق شجره متينة (تحول ساق الشجرة إلى مقعد، إضافة..) ويعلوهُ برج عسكري قديم، ذكرى لما جرى في هذه المنطقة لما يسميه الإسرائيليون حرب الاستقلال والفلسطينيون النكبة، وراء الجدار الخلفي للمقام تنتصب أشجار الصبار ومن حوله مقبرة دفن فيها البدو موتاهم (إضافة: تختفي القبور رويدًا رويدًا ويتغلغل شجر الصبار ليُهلهل جدران المقام ليصل إلى نهاية طبيعيه مؤكدة). لم يتبنوا اليهود الشيخ نوران وأُبقي باعتباره ثكنة رابط فيها الجيش المصري قبل 1948 ولتذكير الأجيال الجديدة من أبناء الكيبوتس (وجميع الأبناء. إضافة) بعملية أساف ضد الجيش المصري. (أدت عملية أساف بدحر الجيش المصري، وتقديراَ لأساف (أساف أشكنازي) تم إطلاق اسم أحد روافد وادي شلالة على اسمه، أصبح وادي أساف، إضافة). كانت مكانة الشيخ نوران عظيمه لدى البدو، يقصدونه للتبرُك ويضعون في المقام الزيوت ويُشعلون الشموع ويُعلقون الخِرق .. والذهاب إليه بمثابة مسار ديني وترفيهي. واختلف البدو في هوية الشيخ نوران، وهل هو ولي صالح أم نبي مُرسل من عند رب العالمين ؟"
في شتى مناطق بلادنا تدور "حرب قبور الأولياء" ويحكم "الأموات الأحياء" ومثال على ذالك: كان مقام النبي يامين /بنيامين، غرب قلقيلية، عربياَ إسلاميا حتى عام 1956 وبمسؤولية الوقف الإسلامي، ومنذ نفس العام تحول إلى كنيس وبمسؤولية وزارة الأديان –القسم اليهودي . والأمثلة في كتابنا كثيرة.
أما مقام الشيخ نوران فهو داخل الكيبوتس، لا يمكن أن يقصدهُ الزوار وتجديد المواسم فيه ثم أنه تُرك كما ذكرنا للعوامل الطبيعية التي ستقضي عليه. وعن الكيبوتس الذي يحوي مقام الشيخ نوران حالياَ كتب أسامة العيسة: "يقع في شمال غرب النقب، مساحة أراضيه 22000 دونم، تأسس بتاريخ 16/12/1949 على موقع الشيخ نوران، موقع معارك حرب 1948 وهو أعلى نقطه في المنطقة وتُستعمل كمطل عليها، ويشتهر الكيبوتس بمصنع "ايكوإنرجي Ecomageen للطاقة الشمسية بالإضافة إلى الزراعة (المتطورة جدًا إضافة)". وعن ما حول الموقع يتساءَل إيال، الباحث الأثري في قصة أسامة قائلاً: "كيف يمكن لمكان يبدو معزولاً مثل هذا أن يشهد المعارك بين البريطانيين والعثمانيين ...... أذهلهُ الوادي الذي يحمل مياه جبل الخليل وجبال النقب ويصب في البحر الأبيض، وفي كل منطقه يحمل اسماً مثل: وادي غزه /وادي شلاله / وادي الشريعة. وكان عليه جسراً لعب دوراً في معارك الحرب العالمية الأولى كما شكّل طريقاً رئيسياً ربط غزه مع بير السبع ومرت عبر الجسر الطويل على ضفتي الوادي. وقد قامت مجموعة "رحلات النعيم" بالتجوال عبر التلال والجسور والآثار التي تركتها الحروب كما شهدت عرضاً لأحفاد المحاربين الذين اشتركوا في الحرب العالمية الأولى والذين تحالفوا مع البريطانيين وهم جيوش من استراليا ونيوزيلاندا - Australian and New Zealand Army Corps (ANZAC ) وقد حضروا إلى البلاد للمسيرة ركوباً على الخيول على طول الدرب من شرق غزه إلى بير السبع والاحتفال بمرور 100 عام على الاحتلال البريطاني وافتتاح "مركز ومتحف للزوار لدراسة تلك الحرب لمن يقوم بالزيارة، تم إنشاء المركز من أموال استراليه وبمشاركة رئيس حكومتها، تمت رحلتنا مع كتاب أسامة العيسة لنتعلم الماضي ولنعتبر من أجل الحاضر والمستقبل.
 والى الصور المرفقة: من على تل الفارعة (شريحان) الثانية: صورة غلاف كتاب الصديق أسامة العيسة الثالثة: من على ضفاف وادي الشلالة، الرابعة: مقطع من سكة الحديد (المقطوعة) من الفترة العثمانية على وادي الشلالة والخامسة: لافته بالعبرية تشير إلى وادي أساف والسادسة: وقفه عند اللافتة التي تُشير إلى محطة من محطات الحلفاء الاستراليين والنيوزيلانديين. الصور الأخرى من جانب مقام الشيخ نوران ولافته تشير إلى ضاحية عبسان ورفح في قطاع غزه من موقع كيبوتس مجين (מגן). ألصوره قبل الأخيرة: قبل الصعود إلى تله مجاوره لخربة معين، "تلة جمه". والأخيرة: مجموعه من الخيّالة أحفاد حلفاء بريطانيا من "الأنزاك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق