أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

عين ارطاس؛ نبع الحبيبة المختوم..!









المياه هي عصب الحياة، والقدس تشرب من بِرك سُلَيمان بجوارنا التي تصب فيها القنوات التي تحمل مياه الينابيع، وتتجه مرّة أخرى للقدس، فقرر صموئيل أن يزيد مخزون البِرك من عيننا، التي اعتبرها غرباء قريتنا النبع المختوم، واعتبروا قريتنا حدائق الملك سُلَيمان الذي كتب نشيد إنشاده فيها وتغنى: " أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ"، وحفظت جَدَّتي هذه الجُمل غيبًا لكثر ما سمعتها وهي صغيرة في منزل السِّتّ لويزة.
اعترض مؤمنون دائما على اعتبار النشيد جزءا من الكتاب المُقدَّس، ليس فقط لجرأته وغزله، ولكن لخلوه من إعلان اسم الله، ولكن النشيد صمد كقصيدةِ عشقٍ شرقية، بخلفية مناظر فِلَسْطِين الموحية والمؤثرة، أنشدها سُلَيمان متعدد النساء، لحبيبته التي قد يكون اسمها شموليت، التي أعلى حبها على حب عشرات أو مئات من نسائه، وهي أعلته على الدنيا: أنا لحبيبي وحبيبي لي.
أية كلمات خطها سُلَيمان الملك، سُلَيمان النبيِّ في قريتنا، أي خلود لأشهر وأقدم قصيدة عشق..!
وعلى دربه سار مربي الأجيال خليل السكاكيني، الذي تتلمذنا في المدارس على كُتبه في اللغة العربيَّة: دار دور، وراس روس، ولكنهم لم يدرجوا في المناهج ما كتبه لحبيبته سلطانة عبده التي كان يصطحبها إلى عين إِرطاس:
"أتذكّر حين ذهبنا إلى إِرطاس حيث كانت فراديس سُلَيمان صاحب نشيد الإنشاد، فخلت روحه ترفّ علينا مع حفيف الأشجار، وتنشدنا تلك الأناشيد المملوءة حبّاً، ولما وقعت نظارتي فتكسرت احتفظت بها تذكارًا لذلك اليَوْم الجميل.
أتذكّر ذهابنا من وقتٍ إلي آخر إلى العَيَّن لنشرب ونتداعب.
أتذكّر ذينك الفلّاحين الّلذين جلسا بالقرب مِنَّا مندهشين من جمالك الفتّان، فقلت في نفسي: لو بعث الله سُلَيمان فرأى محياك الجميل لما تمالك أن يسجد لك.

أتذكّر كيف كان الهواء يعبث بشعرك الجميل ونحن راجعون، وكيف كان وجهك يلمع، وثغرك يبتسم، وعيناك تنظران إليّ نظرات الحنوّ واللطف والمحبّة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق